أكدت وزيرة الثقافة ''خليدة تومي'' على هامش افتتاح الملتقى الدولي ''فرانزفانون'' أول أمس بالمكتبة الوطنية أنه ما كان للجزائر أن تحتضن حدثا قاريا مثل المهرجان الثقافي الإفريقي دون استحضار أهم شخصية إفريقية نضالية تحررية، ألا وهي شخصية ''فرانزفانون''، ذالك الرجل إفريقي الأصل ومارتيني المولد وجزائري الانتماء، الباحث والإنسان العظيم الذي أحب الجزائريين فتبنى قضيتهم. وأشارت تومي خلال حديثها عن أهداف الملتقى إلى ضرورة تعريف الجيل الجديد بمثل هذه الشخصية التي ساندت الثورة التحريرية الجزائرية مناهضة للاستعمار والعبودية، فكانت مرجعا للقارة الافريقية بأكملها، وتواصلت أشغال الملتقى باستقراء المشاركين في المسار العلمي والنضالي والإنساني لفانون، من خلال إبراز فكره وأعماله، حيث ناضل من أجل حقوق الشعوب العالمية، واجمعوا على أن هذا الرجل العملاق كان يحلم بإفريقية موحدة، إذ كان يراوده حلم تحقيق اتحاد قاري كبير وفدرالية للبلدان الإفريقية، مؤكدين أن ما صنع عالمية فانون هو إلحاحه على كلمة ''تحرر''، مبرزين مدى تمسكه والتزامه بالقضية التحررية قلبا وقالبا ودون أدنى تحفظ ضد هذا المستعمر المغتصب، ضمن تحاليله ذات النظرة البعيدة والواقعية، وبالمناسبة أفادت ''ميراي فانون مانديس فرانس'' كريمة فرانس فانون خلال مداخلتها أن إفريقيا اليوم أمام استعمار من نوع جديد، يتمثل في تزايد رد فعل المضطهدين لاسترجاع ما اعتبروه حقوقا لهم من خلال إعلاء قيم أخرى، مثل التضامن بين الشعوب والتعاون والحق في التنمية، ومن جهتها أكدت الأستاذة زينب بن علي أن فانون وجه نداء في الأسطر الأخيرة من كتابه ''المعذبون في الأرض'' معلنا نهاية الاستعمار، مبرزة أهم الدراسات التي تناولت القضية الجزائرية ضمن كتاباته.