على الرغم من أن احمرار الجلد بشكل بسيط بفعل أشعة الشمس لا يشكل خطورة كبيرة ويمكن علاجه بالطرق والوصفات المنزلية المعتادة، كوضع كمادات باردة على المنطقة المصابة من الجلد مثلا، إلا أنه إذا وصل الأمر إلى حد الإصابة بضربة شمس، فلن تجدي معها هذه الوصفات المنزلية التقليدية نفعا. وفيما يتعلق بكيفية التصرف السليم في حال ظهور الأعراض الأولى للإصابة بضربة الشمس، يوضح أخصائيو الأمراض الجلدية أن أول شيء يتعين على المصاب فعله هو الابتعاد عن أشعة الشمس فورا، إذ أنه كلما ابتعد عن الشمس مبكرا، كانت فرصته في النجاة من أضرارها أكبر. ويرجع السبب في ذلك إلى أن إجراءات الإسعافات التالية تأتي بنتائج فعالة للغاية في الثلاثين دقيقة الأولى من الإصابة بضربة الشمس. ومن الإجراءات التي ينصحون باتباعها تبريد الجلد الذي تعرض لضربة الشمس على وجه السرعة، نظرا لأن جريان الدم بشدة يتسبب في الإحساس بسخونة شديدة للغاية في المنطقة التي أصابتها أشعة الشمس بحروق. ولتخفيف شدة الألم يمكن أيضا استعمال جل ولوسيون خاليين من الدهون مع مراعاة وضعهما أولا في الثلاجة قبل استخدامها، كي يأتيا بنتائج مثمرة. كما يمكن استخدام كمادات مبللة، وبالإضافة إلى ذلك يمكن للمصاب أن يأخذ حماما باردا سواء أكان في البيت أو في حمام سباحة مغطى، مع مراعاة ألا يكون الماء باردا للغاية. وإذا لم تأت هذه الإجراءات بنتيجة، فينصح باستخدام مسكنات الألم المتعارف عليها. وفي حال ظهور بثور ينصح بسرعة التوجه إلى الطبيب، وهو سيصف للمصاب بكل تأكيد ''لوسيون'' يحتوي على الكورتيزون لتخفيف الالتهاب الناتج عن الإصابة بضربة شمس من الدرجة الثانية. ويحذر الأخصائيون من الاستهانة بالحروق التي تسببها ضربة الشمس من الدرجة الثانية، فهي يمكن أن تخلف وراءها ندبات، كما يمكن في بعض الحالات أن تؤثر سلبا على صبغة الجلد، ومن هذا المنطلق يشدد أهل الاختصاص على ضرورة الخضوع للكشف الطبي في حال التعرض لضربة شمس من الدرجة الثانية. ومن ناحية أخرى ينبغي على المصاب أن يقلل من فترات تعرضه لأشعة الشمس حتى بعد شفائه من الحروق تماما. وفي الأخير، فإن ضربة الشمس لها أضرار طويلة الأمد يصعب الشفاء منها، وأخطرها على الإطلاق الإصابة بسرطان الجلد، إلا أن المطمئن أن الإصابة به لا تنتج عن التعرض لضربة الشمس لمرة واحدة فقط، وإنما مع تكرار الإصابة بها.