يستفيد 14 تقنيا افريقيا مختصا في مجال الكيمياء والصيدلة من 7 دول من تكوين يدوم 15 يوم بالمخبر الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية. ويعتبر هؤلاء التقنيين أهم مجموعة تقنية كونتها الجزائر في مجال مراقبة المواد الصيدلانية حيث كونت فيما سبق مجموعات تتكون بين 4 الى 5 تقنيين فقط بكل من مالي وموريتانيا ونيجيريا وبوركينا فاسو. ويهدف هذا التكوين الى خلق انسجام في مجال مراقبة نوعية الأدوية بالدول الإفريقية وتحديث التقنيات والمعارف المتحصل عليها وتدريس التقنيات الجديدة حول العتاد الطبي العصري. ويدخل هذا التكوين في إطار التعاون بين المخبر الجزائري لمراقبة المواد الصيدلانية ومنظمة الصحة العالمية والاتحاد الاقتصادي والمصرفي لإفريقيا الغربية من أجل التصدي للمواد الصيدلانية المقلدة والأسواق الموازية التي تنتشر خاصة بالقارة الإفريقية. ووصفت عيسى حديسة من النيجر هذا التكوين ب''أحسن تعاون جنوب-جنوب'' مؤكدة بأنها استفادت من عدة معارف ومعلومات لاتوجد ببلدها الاصلي مثل المراقبة الميكروبيلوجية. وشكر من جهته الدكتور البودو حمادو من بوركينا فاسو المشرفين على المخبر الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية على المعلومات النظرية والتطبيقية و التي -- كما أشار -- سيستغلها بوطنه الأصلي. أما أكليسو بنيوندي من الطوغو فقد عبر عن ارتياحه للمعارف التي استفاد منها خاصة في مجال علم التسمم والتقنيات الصيدلانية واصفا هذا التكوين ''بالفرصة التي ستعجل بفتح مخبر لمراقبة المواد الصيدلانية بالطوغو". ونفس الشعور عبرت عنه كاديدياتون كامور من مالي مؤكدة بأنها ستضع كل ما تحصلت عليه بالجزائر من معلومات في خدمة بلدها من أجل تحسين مراقبة الأدوية وضمان صحة السكان. واعتبر مدير المخبر الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية الأستاذ محمد بوسليمان منصوري بأن إسناد المنظمة العالمية للصحة مهمة تكوين تقنيين أفارقة إلى الجزائر ''مفخرة للوطن ودليل على نوعية العمل الذي يقوم به المخبر الذي أصبح مرجعا دوليا ووطنيا في مجال مراقبة نوعية المواد الصيدلانية". وقال الأستاذ منصوري بالمناسبة أن هذا التكوين ''لا يقتصر على الدول الإفريقية الناطقة بالفرنسية فقط بل سيتم توسيعه مستقبلا إلى دول أخرى لمساعدة هذه الدول على تنصيب مخابرها الوطنية". ويذكر أن المخبر الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية قد تحصل للمرة الرابعة على التوالي (2000-2003-2007-2009) من طرف منظمة الصحة العالمية لمراقبة المواد الصيدلانية بالدول الإفريقية. ويعود الفضل إلى المخبر بفضل مجهودات الساهرين عليه في سحب منظمة الصحة العالمية لأربعة أدوية من السوق العالمية الأدوية منتجة من طرف مخابر معروفة بعد ثبات تسممها وعدم جودتها.