احتضن، أول أمس، مسرح محيي الدين بشطارزي العرض المسرحي ''دار الفرج'' لصاحبه بوريد عبد الله محمدو، مخرج بالمسرح الوطني لجمهورية الصحراء الغربية . ''الحوار'' اغتنمت فرصة تواجده ضمن الوفد الصحراوي على هامش العرض الذي يدخل في إطار المهرجان الثقافي الافريقي الثاني بالجزائر وأجرت معه هذا الحوار . ما هي مقومات المسرح الصحراوي؟ يقوم المسرح الوطني لجمهورية الصحراء الغربية على أسس ومبادئ وقواعد مضبوطة، فهو مسرح نضالي وثوري بالدرجة الأولى، إذ يصور الواقع الحقيقي للشعب الصحراوي، وهو واقع استعماري بحت يهتم بتجسيد معاناة وقهر الشعوب الصحراوية على الركح . فالصحراء الغربية هي البلد الوحيد في إفريقيا التي لم تستقل بعد حيث مازال شعبها يعاني الاضطهاد والتشرد والظلِم وكل أنواع الحرمان . ما هي خصوصية المسرح الصحراوي؟ الشعب الصحراوي، كما هو معلوم لدى العام والخاص، يعيش تحت الاحتلال المغربي وعليه فإن خصوصية المسرح الصحراوي تتجلى في اعتماده على أسلوب الفكاهة احيانا، وأحيانا أخرى يكون بأسلوب مباشر حيث تمزج أحداث العرض بين الهزل والجد، بمعنى تجسيد فكرة معينة في قالب فكاهي وهي ذات أبعاد استراتيجية. ويكتسي المسرح في الصحراء الطابع المحلي فهو يقوم بمعالجة بعض القضايا التي لا تخرج عن المجتمع الصحراوي. وهل لأب الفنون أثر على حياة الأفراد داخل المجتمع؟ من المتعارف عليه أن المسرح هو الفضاء الذي يعبر عن يوميات الفرد، وهو مرآة عاكسة لما يدور في المحيط، فقد لعب دورا مهما في تفعيل الحركات التحررية عبر العالم وكان بمثابة قناة وجدها الأحرار لشحذ العزائم واستنهاض الهمم والإصرار على طرد العدو من على أرض اغتصبها عنوة وداس على قيمها الإنسانية وضرب بحق تقرير المصير عرض الحائط، نحن نؤمن بالمثل القائل ''ما ضاع حق وراءه طالب''. ما هي وجهة الخطاب المسرحي الصحراوي؟ نوجه رسالتنا من على ركح محيي الدين بشطارزي بالعاصمة الجزائر إلى كل محبي السلام في العالم وإلى كل المؤسسات العالمية التي تنادي بحقوق الإنسان وتلك التي تقر بحق الشعوب في تقرير مصيرها وإلى كل العالم، إلى هؤلاء جميعا نقول إننا شعب مظلوم، يعاني ويعيش لاجئا في دولة الجزائر الشقيقة وفي المخيمات تحت رحمة الشمس الحارقة والرياح العاتية وهو كذلك منذ 35 سنة. ونتمنى ان يعي اخواننا العرب والأفارقة والدول جمعاء حقيقة وضعيتنا وان يساندوا قضية الشعب الصحراوي العادلة والشرعية. ماذا سيضيف، حسبكم، هذا العرس الإفريقي لقضية البوليزاريو؟ الكثير، ويكفينا فخرا أننا اكتسبنا شرعية قضيتنا من الاتحاد الإفريقي ووجدت صداها في القارة السمراء، وهو فرصة لنا لإيصال صوتنا إلى العالم أجمع لنبين لهم أننا آخر مستعمرة في إفريقيا وأنه لابد أن يكون لنا الحق في إعلان استقلالنا. ؟وماذا عن وضعية الثقافة الصحراوية؟ للأسف الشديد أن المغاربة استولوا على العديد من مواقعنا الأثرية وبعض من تراثنا من العادات والتقاليد الخاصة بنا ونسبها إليه، وقام بعرضها في مهرجانات شعبية محلية ودولية باسم المغرب، في حين أنها مائة بالمائة صحراوية. فكل ما يعرض من تراث مادي وغير مادي في ذلك البلد أو خارجه هو ملك للصحراء الغربية. ما هو البرنامج الذي شاركت به الصحراء الغربية خلال هذا المهرجان؟ سطرت الجمهورية الصحراوية طبقا فنيا وثقافيا متنوعا، ينم عن عراقة الشعب الصحراوي وتجذره في عمق المنطقة، منها رقصات فولكلورية شعبية، عادات وتقاليد تميز الشعب الصحراوي. وبالنسبة لي فقد شاركت بمسرحية جسدت مسيرة نضال شعب يريد إثبات حقه بين أمم الأرض. عما تدور أحداثها؟ العرض المسرحي يحمل عنوان ''دار الفرج''، تمثل مراحل الكفاح الشعب الصحراوي من الاحتلال الإسباني إلى الاتفاقية الثلاثية التي تمت بين المغرب وإسبانيا وموريتانيا سنة 1974 مرورا بالغزو المغربي في ال 31 أكتوبر العام 1975 ، وما انجر عنه من معاناة الشعب الصحراوي سواء في المناطق المحتلة أو في المخيمات، حيث هرب الشعب لينجو بنفسه من القنابل بسلاح محظور كالنابالم والفوسفور، حيث لجأوا إلى الإخوة الجزائريين الذين احتضنوا القضية وقدموا للشعب الصحراوي مساندتهم الاخوية. فالجزائر موقفها ثابت تجاه القضايا المصيرية للشعوب المظلومة منذ 35 وهذا لا يمكن إنكاره. ما هو عدد المشاهد التي تتضمنها؟ توجد تسعة مشاهد يحركها حوالي 23 ممثلا، من بين تلك المشاهد يبرز الانتظار وهي المرحلة الحالية، حيث لا سلم ولا حرب، توقفت الحرب وطرحت القضية على طاولة الهيئة الأممية، كل هذا جسدناها في هذه المسرحية، ونحن نقول للعالم نحن مازلنا ننتظر ولن نيأس حتى نظفر بحريتنا واستقلالنا.