الفنانون الأفارقة يؤكّدون على حق الصحراويين في تقرير مصيرهم سجّل الفنانون الأفارقة المشاركون في مهرجان الجزائر الدولي للمسرح المحترف المنظّم تحت قبعة المهرجان الثقافي الإفريقي أوّل أمس وقفة تضامنية مع شعب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في حربها ومعاناتها ضدّ المغتصب المغربي، وذلك تزامنا مع عرض مسرحية "باب الفرج" بالمسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي". الوقفة سجّلها الفنانون أمام ساحة مسرح "محي الدين بشطارزي" ليهتفوا بأعلى صوتهم "لا للاحتلال، لا للعنصرية، لا لقمع الحريات، لا لاغتصاب الأرض والعرض والخيرات"، في بيان قال فيه الفنانون الأفارقة "نحن النساء والرجال المشاركين في فعاليات مهرجان الجزائر الدولي للمسرح المنعقد في إطار المهرجان الإفريقي الثاني بالجزائر نعلن تضامننا ومساندتنا المطلقة مع فناني الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ومن خلالهم الشعب الصحراوي من أجل حقه في تقرير المصير طبقا لقرار مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي". وقد حضر الوقفة جمع من الفنانين الجزائريين والأفارقة حاملين أعلام الأرض المغتصبة ومنادين باستقلال الصحراء آخر معاقل الاستعمار في إفريقيا، إلى جانب الأمين العام لوزارة الثقافة الصحراوية السيد مصطفى محمد فاضل الذي حيا هذه المبادرة المتزامنة مع العرض المسرحي للصحراء الغربية والذي يحمل عنوان "باب الفرج"، وأكّد أيضا أنّ المثقفين الأفارقة المبدعين اقتنعوا بشرعية القضية الصحراوية وبحقّ اللاجئين الذين يعيشون ظروفا صعبة وقاسية بالعودة إلى أرضهم والتمتّع بخيراتها التي تسلب يوميا من طرف المحتل. كما حيا السيد محمد فاضل الجزائر مؤكّدا أنّ هذه المبادرة تأتي من عمق الجزائر، "الجزائر التي عوّدتنا على تضامنها الدائم مع القضايا العادلة"، متوقّفا عند مشاركة الصحراء الغربية في مهرجان الجزائر الدولي للمسرح وكذا في المهرجان الثقافي الإفريقي ككل، وأشار إلى أنّ البوليزاريو شارك في مختلف التظاهرات التي نظّمت خلال المهرجان للتعبير عن أصالة تراث الصحراء الغربية وتميّز ثقافتها، ليهتف في الأخير قائلا "لا للاحتلال المغربي، لا للاستعمار في افريقيا بعد مهرجان الجزائر". وقد تعاقب على منصة التضامن العديد من الأصوات الإفريقية التي نادت كلّها بحرية الصحراء الغربية وحقّ شعبها في الحياة الكريمة، مثّلها باللغة الفرنسية حسان كوياتي من بوركينافاسو، وغليك بو ديفا اكو من غانا باللغة الانجليزية ومن السودان باللغة العربية. بعدها اتّجه الجميع لمشاهدة العرض المسرحي الصحراوي الذي شارك به المسرح الوطني للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في إطار مهرجان الجزائر الدولي للمسرح تحت عنوان "باب الفرج" عن نصّ للسالك لحبيب وإخراج امبايرك عبد الله مامادو، وتجسّد المسرحية قصة المرأة "ساريو" -التي ترمز إلى الأراضي الصحراوية المنتهكة- من قبل ثلاثة معتدين يضاعفون المؤامرات والابتزاز والمساومات من أجل تقاسم الأرض. تقاوم "ساريو" بمساعدة أطفالها وتحاول التصدي للمعتدين على الرغم من المعاناة والتضحيات في جوّ معاد للحرية، يطلبها ملك للزواج ويقدّم لها عرشا، لكن المرأة ترفض ومن هنا تبدأ المعاناة ولا تجد ساريو وأبناؤها إلا جيرانها كملاذ ومساند لها في عذابها، كما سعت المسرحية التي حملت الكثير من الرمزية إلى تجسيد عذابات شعب بأكمله يعاني التهجير والفقر والتقتيل. وفي تصريح له عقب العرض، أشار الأمين العام لوزارة الثقافة السيد مصطفى محمد فاضل أنّ "ساريو" مازالت تنتظر الفجر أو "باب الفرج" الذي لطالما انتظره الشعب الصحراوي الذي يبقى الشعب الوحيد المستعمر بإفريقيا"، وخلص السيد فاضل إلى القول أنّ "كلّ شعب يطمح إلى أن يكون حرّا في أراضيه دون أن تملى عليه شروط" مضيفا "أنّ الإرادة والقوّّة دائما في صفّ صاحب الحق".