كشفت مصادر فرنسية مطلعة أن زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى سوريا تهدف إلى تشجيع دمشق على إقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان وان تقدم لها بديلا لتحالفها الوثيق مع إيران. وقال المسؤول'' لا يمكن ضمان ابتعاد سوريا عن إيران ولا تنوي فرنسا أن تطلب ذلك منها، لكنها ترى أن قبول سوريا بالبديل المعروض عليها وعندما تستعيد علاقاتها مع أوروبا ومع الغرب ومع بيئتها العربية كما نأمل حينها يصبح هذا الخيار ممكنا''، ومنذ تولي ساركوزي رئاسة فرنسا ربط استعادة الاتصالات مع دمشق بالأزمة اللبنانية الداخلية وأوقفت هذه الاتصالات العام الماضي متهمة دمشق بعرقلة انتخاب رئيس جديد للبنان خلفا للرئيس اميل لحود. وعقب التوصل إلى اتفاق الدوحة بين الأطراف اللبنانية وانتخاب ميشيل سليمان رئيسا للبنان استأنفت فرنسا اتصالاتها بدمشق ودعت الرئيس الأسد لحضور القمة الاورو-متوسطية في العاصمة باريس جويلية الماضي، وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وصل صباح أمس الأربعاء إلى سوريا في زيارة تستمر لمدة يومين وهي الأولى من نوعها لزعيم غربي منذ 3 سنوات وتعكس تحسنا ملحوظا في العلاقات بين دمشق وباريس التي تضررت كثيرا عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عام عام ,2005 وأكد ساركوزي أن سوريا بإمكانها أن تقدم مساهمة لابديل منها لتسوية مشاكل الشرق الأوسط ، قائلا ''يمكن لسوريا أن تلعب دورا لا غنى عنه في حل قضايا الشرق الأوسط ومن المهم ان تلعب سوريا دورا ايجابيا فى المنطقة''، ووصف ساركوزي زيارته بأنها ''رسالة صداقة إلى الشعب السوري'' مؤكدا أن البلدين فتحا صفحة جديدة في علاقاتهما ، مؤكدًا أنه أبلغ الرئيس السوري خلال زيارته إلى باريس في جويلية الماضي إن السلام في الشرق الأوسط يمر عبر سوريا وفرنسا. ومن جانبه ، وصف الرئيس السوري بشار الأسد الزيارة بأنها تفتح ''حقبة جديدة بين سوريا وفرنسا مبنية على سياسة فرنسية جديدة وهي سياسة براغماتية وواقعية تضع هدف الاستقرار وتتبنى وسائل أهمها الحوار وهذا ما ندعو إليه''.، ويحضر ساركوزي اليوم الخميس قمة رباعية تضم إلى جانب الرئيس الأسد أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، وقالت الرئاسة الفرنسية إن القمة الرباعية ستبحث ملف مفاوضات السلام بين سورية واسرائيل. يشار إلى ان فرنسا تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي بينما تترأس سورية مجلس الجامعة العربية وقطر مجلس التعاون الخليجي، وكانت سوريا واسرائيل قد أجرتا مؤخرا أربع جولات من المفاوضات غير المباشرة بوساطة تركية لكن لم يتم إحراز تقدم كاف للدخول في مفاوضات مباشرة تتناول استعادة هضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967 وترتيبات السلام بين الدولتين.