نشطت الأستاذة جوليا فريد شريقي من جمهورية سوريا الشقيقة نهاية هذا الأسبوع بالمركز الثقافي الإسلامي بالجلفة أمسية تحت عنوان -علاقة الأم بالطفل- حضرها عدد كبير من المهتمين بتربية الطفل من مختلف الشرائح تفاعلوا مع موضوع المحاضرة التي انصبت محاورها حول تربية الطفل وعلاقته بوالديه، إضافة إلى كيفية التعامل معه في إطار تربوي حضري ينطلق من قواعد نفسية وسلوكية وتربوية موازاة ونموه الفيزيولوجي، حيث تعرضت إلى أهم النقاط في ذات الموضوع على مدار ساعة ونصف تاركة باب الحوار مفتوحا للمشاركين والجمهور بغية إعطاء وجهة نظر كل واحد، ومناقشة العوامل التي تعرض لها بعضهم أثناء ممارسة العملية التربوية مركزة على الأولياء بالدرجة الأولى ثم أسلاك التعليم والتربية حيث تجاوب معها الجمهور. الحوار التقت بها على هامش الأمسية لتجري معها هذه الدردشة السريعة الحوار : كيف كانت انطلاقتك الأولى في هذا المجال؟ الأستاذة جوليا: عندما دخلت عالم التدريب سنة 2003 من خلال حضوري عند الدكتور محمد التكريتي وجدت موضوع دورات التنمية البشرية في غاية الأهمية، حيث هناك من تأثروا بشكل كبير ومن ثم قررت أن أساعد الناس وأن أكون أداة خير من خلال مجموعة من الدورات أبدع فيها، فكانت بدايتي بدورات البرمجة اللغوية العصبية، بعد ذلك بدأت أصمم مادة تدريبية عن العلاقات الأسرية وبين أفراد الأسرة، فلقي ذلك أصداء جيدة واستفاد الحضور من أمور لم يكونوا يعرفونها من قبل، فاستغليت هذه الدورات لألتمس أهميتها. وكأنك رأيت الدورات التدريبية تطور عقل المجتمع وتستثمر في ذكائه؟ نعم وقد كنت أملك القدرة على التواصل والإقناع وهناك دكاترة وأساتذة ساعدوني بعدما التمسوا موهبتي، بينهم المدرب المعماري محمد بدرة من سوريا. بما أن موضوع الدورة التدريبية هو فن التواصل مع الطفل فكيف يمكن التحضير لطفل ذكي يكتسب مهارات ذهنية ؟ على الوالدين أن يعملوا على تفهم وتقبل أطفالهم كما هم وعدم محاولة تغيير الطفل وقولبته في قالب معين قد يضن الآباء أنه مناسب له، لأن الطفل كائن مستقل لديه أفكاره ومشاعره الخاصة التي من حقه أن يعبر عنها ومن حقه أن يلقى الاهتمام والدعم المتواصل من والديه مع المتابعة والتوجيه الدائم دون عنف أو إكراه، كذلك على الأبوين أن يراقبان أطفالهم أثناء دراستهم وخلال جلوسهم أمام التلفزيون فالطفل الذي يكون تواصله مع والديه جيد يكون سلوكه وآداؤه جيد، ويفضل أن لا يتابع الأطفال نشرات الأخبار لما لها من آثار سلبية من خلال ما تعرضه من مشاهد القتل والدمار، كما يجب مراقبة برامج الكرتون. قد تتسبب الظروف الاقتصادية في أن تجعل الأولياء يخرجون إلى العمل، فهل الحضانة تنوب عنهم؟ لاحظت أن المشاكل موجودة في الأسر التي فيها المرأة تعمل والتي بها المرأة متفرغة، فالموضوع يتعلق بكيفية قضاء الوقت واستغلاله بشكل جيد لتربية الأبناء سواء كان الوالدان يعملان أم لا، لأن الأمر لا يتعلق بعدد الساعات أو طول الوقت الذي يمضيه الوالدان مع الأبناء أو حتى سعيهم لتوفير الاحتياجات للأبناء وهذا ما سلطنا عليه الضوء خلال الدورة، أما عن دور الحضانة فدورها لا يكفي كما ليس من واجبها تعليم الأخلاق. لذا لو لم يكن عمل المرأة ضروري لكان الجلوس في بيتها ومجالسة أبنائها ومشاركتهم مشاكلهم وهواياتهم بالحوار والمناقشة أفضل. هل هناك إقبال على الدورات التدريبية في ظل ارتفاع تكلفتها؟ تعرف مثل هذه الدورات إقبالا متزايدا من المهتمين غير أن ارتفاع تكلفتها كما ذكرت يحول دون حضور العديد من الدورات، علما بأن الذي يحدد التكلفة هي الجهة المنظمة للدورة على حسب موقع نوعية القاعة وتهيئتها، عدد المتدربين وحسب الوسائل المستخدمة في الدورة، وأحيطكم علما أن المدرب قد يتنازل عن أجره لتخفيف جزء من تكلفة الدورة عن المواطن. لماذا لا تكفل الحكومات ذلك؟ الحكومات كانت في البداية غير مهتمة بهذه الدورات لكنها بدأت تنتبه وتلتمس أهمية الدورات التدريبية ومدى تأثيرها على آداء المواطن في مجالات متعددة، لتقوم بعد ذلك كما في سوريا بتخصيص دورات للموظفين في قطاع التعليم والصيانة مع تحملها جميع مصاريف الدورة، ومن هذا فإني أتفاءل أن تتبنى الحكومات مشروع الدورات التدريبية بأسعار تمكن كل شرائح المجتمع من الحضور واستغلال المراكز الثقافية ودور الشباب وغير ذلك. هل لك من كلمة أخيرة ؟ أشكر يومية ''الحوار'' على هذا اللقاء وأشكر المعهد الجزائري للتكنولوجيا على هذه المبادرة الطيبة لإقامة الدورة وأشكر فرع ''ايلاف ترين'' في الجزائر على الجهود المبذولة لتنسيق الدورة التذكارية وأعلمكم أنه بعد نشر هذا الحوار في جريدتكم سيعاد نشره في موقعنا الالكتروني. ونشكر أهل الجلفة على كرمهم وإقبالهم الكبير على دوراتي.