اكد فايز عدنان جمعة مدرب في التنمية البشرية بسوريا عقب لقاء جمعه بجريدة المواطن على ضرورة الاعتناء و التكفل باطفالنا هم لبنة المستقبل ومن تعقد عليهم الجزائرآمالها، من أجل ذلك كان لطريقة التربية والتعليم في الروضة أثر كبير في نفسية الطفل، وهناك الكثير من الأساليب الرائعة، والمميزة حسب المعارف والتوجهات العلمية الحديثة والتي تجعل الرحلة التربوية تحافظ على الطفل سعيدا معافى إنطلاقا من الروضة، وفي هذا الصدد استضف مركز الذكاء الجزائري في العاشر جانفي الماضي ولمدة أربعة أيام،الأستاذ فايز عدنان جمعة مدرب في البرمجة اللغوية العصبية والتنمية البشرية من البلد الشقيق سوريا لتبادل الافكار والتجارب كما قامت يومية المواطن باجراء حوار مع الاستاد فايز. المواطن: سيدي المحترم مرحبا بك في بلدكم الثاني الجزائر،بوّدنا أولا أن نعرّف الجمهور القارئ بشخصكم ؟فايز عدنان : شكرا،معكم فايز عدنان جمعة،مدرس في التنمية البشرية،حائز على إجازة في الشريعة الإسلامية بكلية الشريعة بدمشق سنة 1996،ودبلوم تأهيل تربوي من كلية التربية بجامعة دمشق،ومدرب في البرمجة اللغوية العصبية في مجال التفكير والقراءة وكل ماله صلة بالبرمجة اللغوية، أقوم حاليا بتحضيرماجستير في التربية. المواطن: حضوركم للجزائر مؤخرا كان في إطار تقديم عدة دورات تدريبية في مجال التنمية البشرية، في عدة مراكز مختصة في الجزائر، ماطبيعة هذه الدورات؟فايز عدنان : هذه الدورات تتكلم باختصار عن كيف يمكن للإنسان أن يتفوق في حياته، كانت هناك دورة عن الذكاء،دورة عن القراءة،وأخرى حول تدريب مربيات ومعلمات رياض الأطفال، حيث قمنا بعدة دورات بالجزائر من بينها دورات بغيليزان،وستكون لنا مستقبلا دورة تدريب مربيات ومعلمات رياض الأطفال بالجزائر العاصمة بمركز الذكاء الجزائري خلال نهاية سنة 2009 الجارية. المواطن: ماذا يمكن أن يقوله الأستاذ جمعة عن هذه الدورة.؟فايز عدنان : هاته الدورة تختص بتدريب مربيات ومعلمات رياض الأطفال كما سبق لي و ان قمت بنفس الدورة في جانفي الفارط ،وهي عبارة عن برنامج تكميلي في علم النفس التعليم،إذ لايمكن الحديث عن إعداد الطفل وتنمية قدراته،مالم نقم بإعداد مربي ومعلم وكل من له علاقة قريبة بالطفل،ففاقد الشيئ لايعطيه،فالمربي الذي لايحسن التعامل مع الطفل لايمكنه إعداده إعدادا سليما،من هنا أتت هذه الدورة من أجل تلقين المبادئ الأساسية للتعليم وتنمية مهارات المعلمين في تعاملهم مع الطفل،كما يمكن للآباء والأمهات الإستفادة من هذه الدورة من أجل تعلم التواصل مع أبنائهم. المواطن: يشتكي عادة معلمو الطور الإبتدائي من صعوبات التعلم لدى الطفل،كيف برأيكم يمكن معالجة هذه النقطة؟فايز عدنان : في الحقيقة معظم أطفالنا حتى لا أقول جميعهم،هم أطفال شديدو الذكاء،وعلى المعلم أن يكتشف أسباب هذه الصعوبات ومنبعها،فكثيرا مانجد الطفل الذي يعاني من صعوبة التعلم هو من يعاني من صعوبة التركيزمع المعلم أو المربي، والمؤسف أن كثيرا من المربين لايعلمون أبعاد هذه المشكلة، ويزيدونها تعقيدا من خلال تعنيفهم للطفل باعتقادهم بأنه طفل أحمق ومهمل،وطريقة التعنيف تدمر الطفل وتقضي على بذرة حب التعلم داخله، والحديث عن هذه النقطة لوحدها يتوجب علينا الكثير من الوقت، ولكن من المؤكد أننا من خلال دورة تدريب المربيات سنتطرق إلى مثل هذا الموضوع ومعالجته، بالإضافة إلى الحديث عن كيفية تحفيز الطفل للدرس بطرق مختلفة، والتمكن من اكتشاف الأطفال الموهوبين وطرق رعايتهم، وكيفية التعامل مع المشاكل السلوكية للطفل،فدورة تدريب المربيات هي بالدرجة الأولى من أجل صالح الطفل. المواطن: هل تجد بأن المربي بحاجة ماسة لمثل هاته الدورات ؟فايز عدنان : أكيد،مثل هذه الدورات جد ضرورية للمربي الذي يحمل على عاتقه مسؤولية تربية النشء، فهو مسؤول أمام الله ثم أمام نفسه،وسيسأل عن هذا الطفل الذي يعتبر أمانة بين يديه،هذه الدورات أصبحت حاجة ملحة، خاصة مع تزايد عدد الأطفال واكتظاظهم بالمؤسسات التربوية، سواءا في الروضات أو في المدارس الإبتدائية، فوجب أن يكون المربي في هذه المؤسسات على درجة كبيرة من الوعي في تعامله مع الطفل، فلايجب أن نستعمل أسلوب التعنيف ولاحتى أسلوب التسامح والتساهل المفرط فيه، ولكن شيئ بين هذا وذاك. المواطن : إذن تعتبرون نجاح الطفل مرهون بشخص المربي وتعامله مع الطفل؟فايز عدنان : مرهون إلى حدّ كبير بتعامل المربي، فالطفل لايمكنه بمفرده أن يخرج طاقاته مالم يتوفر مربي مبدع وذكي يقوم بإخراج هذه الطاقات وتطويرها،وتبقى إرادة الطفل غير كافية مالم يقم المربي كذلك بعملية الإهتمام والعناية والتدريب كذلك، على المربي سواءا أكان معلم الطور الإبتدائي أو الروضة أو الوالدين،على الجميع إدراك مدى حساسية العلاقة مع الطفل ومدى تأثيرها على صنع شخصيته وسير حياته. المواطن : قمتم بعدة دورات في مختلف البلدان العربية ودورات هنا بالجزائر،كيف وجدتم تجاوب المجتمع العربي بصفة عامة والجزائري بصفة خاصة ؟فايز عدنان : ازداد الوعي في المدة الأخيرة لمثل هذه الدورات وهي تلاقي تجاوب معتبر، خاصة تجاوب المجتمع الجزائري،يمكن القول بأنه تجاوب منقطع النظيربالنسبة لباقي الدول،فهو دائما يبحث عن المعلومة،ويبحث عن الجديد من أجل التطوير،وهذا التجاوب أعتقد بأنه راجع للسياسة الحكيمة للحكومة ووزارة الثقافة. المواطن : للجزائرعدة مراكز خاصة بالتنمية البشرية من بينها مركز الذكاء الجزائري، كيف ترون تقيم دور مثل هذه المراكز،؟فايز عدنان : أعيد بأن ذلك نتيجة ازدياد الوعي، ومركز الذكاء الجزائري هم حقا أناس أذكياء،يخططون بذكاء ويبحثون عن التغييرمن أجل النهوض بمجتمعهم وتطويره،تجدر فقط الإشارة ونحن نتحدث عن مركز الذكاء بأن دورة تدريب مربيات ومعلمات رياض الأطفال التي ستقام بالمركزستكون بمصاريف معتمدة،وستتحصل المتدربات المشاركات على شهادة معتمدة من الأكاديمية الأمريكية وكذا شهادات أخرى تمنح من طرف مركز الذكاء،وسيكون لهذه الشهادات أهميتها من الناحيتين،من ناحية تعلم المفيد وتطبيقه في الميدان،ومن ناحية ثقلها في ملف العمل (cv).والدعوة موجهة للجميع،للمربين الذين يجدون صعوبة في التعامل مع الأطفال ويطمحون لمعرفة أهم الأساليب وأنجعها من أجل التواصل مع هذه الفئة الحساسة، وإلى الآباء الذين يبحثون عن سعادة أبنائهم وتفوقهم الدراسي ونجاحهم في الحياة،وأنا متأكد بأن الجميع سيستفيد إن شاء الله.كما لا يفوتني ان اتقدم بشكري لطقام جريدة المواطن التي منحتني فرصة التعبير. حطاب.ع