عرى إعلان الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية المتعلق بعدولها عن تفكيرها السابق دعوات الدم والإجرام التي ينادي بها مواطنها أبو يحي الليبي الذي صارت ادعاءاته التكفيرية لا تقنعه إلا هو، خاصة بعد أن تأكد أن هذه الجماعة قد اقتنعت بضرورة انتهاج فكر جديد ينبذ العنف ضد المسلمين. وينتظر أن تشكل الدراسات التصحيحية التي ستنشرها الجماعة الليبية الشهر المقبل ضربة موجعة لأبي يحيى الليبي الذي كان يهدف إلى جعل دولة القائد معمر القذافي مكانا حصينا له لنشر فكر التكفير والخوارج، في إقليم بلده وفي باقي دول شمال إفريقيا والساحل، خاصة في الجزائر التي قال في حقها كلاما ليس بحق، ولا صلة له بتاتا بالإسلام ، حيث ادعى محل استباحة دماء المسلمين أن ''الجهاد '' في الجزائر اكبر منه في فلسطين، مشوها بذلك حقيقة الإسلام وجعل الجهاد و الدفاع عن النفس والمقاومة المشروعة للفلسطينيين، مثل فعل الخوارج الذي ينادي به وخطابات التكفير التي يسوقها في حق الجزائريين المسلمين . وقالت تقارير إعلامية أن الجماعة الليبية التي تراجعت عن فكرها التكفيري السابق قد اقتنعت أن ما كانت عليه لا صلة له بالدين، وهو الفكر الذي يصر أبو يحي الليبي على مواصلة نهجه، وأضافت أن هذه الدراسات التي جاءت بعد مشاورات مع سيف الإسلام القذافي نجل الرئيس الليبي، وبعد تصحيحات اعتمد فيها على المراجع الأصيلة ومحققي العلماء ستدعو إلى نبذ العنف ورفع السلاح ضد المسلمين . وبينت بعض المصادر القريبة من الجماعة الليبية أن هذه الأخيرة ستنشر هذه الدراسات في شكل كتاب مكون من 421 صفحة وتسعة أبواب، بعد أن يتم مراجعتها وتنقيحها من طرف عشرة من كبار العلماء والمشايخ من ليبيا وخارجها، وستخرج للقراء تحت عنوان ''دراسات تصحيحية في مفاهيم الجهاد والحسبة والحكم على الناسس. ويرى البعض أن هذه الدراسات التي استغرقت مدة كتاباتها ثلاث سنوات ما يعني أنها قد جاءت بعد جهد مضن، أ سيكون لها أثر مفصليّ في فكر الجماعات الإسلامية على امتداد العالم الإسلامي؛ لما استقرت عليه في رؤيتها من عقلانية تنبذ العنف ورفع السلاح، ولإقرارها بالاحتكام للحوار سبيلا يعزّز مشاركة الجميع في بناء التنمية، مشيرة إلى أن هذا التأثير قد يمس بالأخص التنظيم الإرهابي الذي يسمي نفسه '' القاعدة في بلاد المغرب '' ، نظرا لأنه كان لقيادين سابقين في الجماعة الليبية تأثير في هذا التنظيم الإرهابي، والأكيد أن المدعو أبو يحيى الليبي سيكون أول من ستصلهم تبعات الفكر الجديد الذي ستأتي به الدراسات سالفة الذكر، ما سيعجل بعزله وتطويق فكره التكفيري . ويتوقع المراقبون أن تتسبب هذه المراجعات الفكرية في تأثير كبير في الفكر ''الجهاديّ'' قد تتعدى آثاره من ليبيا إلى خارجها، خاصة وأن هذه الدراسات ستعرض قبل نشرها على كل بعض المهتمين بالمجال الديني، كالشيخ سلمان العودة والدكتور يوسف القرضاوي، والشيخ أحمد الريسوني من علماء المغرب، وصادق الغرياني وحمزة أبو فارس وسليمان البيرة من ليبيا.