بعد انقطاع دام أكثر من عشرين عاما، انعقدت على مدار ثلاث أيام في بيت لحم المحتلة أعمال المؤتمر السادس لحركة'' فتح'' وسط إجراءات أمنية مشددة.. حدث أسال مداد الأقلام، وأثار العديد من التساؤلات وفتح عدة أبواب كانت موصدة للنقاش .. حركة '' فتح '' لمن لا يعرفها حركة وطنية تحررية لا يمكن لأي أحد أن يجادل في ذلك، لكن ما يثير الانتباه هذه المرة أن مؤتمر الحركة السادس عقد تحت حراب الاحتلال الصهيوني وبمباركته، وإلا كيف تم عقده في الأراضي المحتلة دون تدخل ورفض من دولة الاحتلال الصهيوني .. إن المراقبين للشأن الفلسطيني أكدوا انه من الغرابة أن يقفز عدد أعضاء المؤتمر في ظرف لا يتجاوز الشهرين من 1200 عضو إلى ما 2550 عضو، وأغلبهم من ممثلي المناطق الخاضعة لسطوة الاحتلال، فيما تم استبعاد وإقصاء ممثلي الخارج، وفي مقدمتهم فاروق القدومي ثاني رجل في الحركة بعد ياسر عرفات رغم أنه أمين سر ''فتح'' ورئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية لمدة تزيد عن 15 عاما... مؤتمر فتح هذه المرة كان استثنائيا فعلا، لأنه جاء بعد غياب الرئيس الراحل ياسر عرفات القائد الرمز الذي عرف عنه تمسكه بالبندقية كخيار أساسي في المقاومة، وجاء استثنائيا أيضا لأنه في ليلة عقده اجتمع القنصل الأمريكي في القدس مع عباس من أجل تفحص الخطاب الذي سيلقيه هذا الأخير في المؤتمر، وهي أنباء كشفها التلفزيون ''الإسرائيلي''، وأكدتها مصادر إعلامية أخرى .. وفي مرحلة فاصلة في تاريخ القضية الفلسطينية التي تمر بأحلك مراحلها جراء الانقسام الحاصل بين فتح وحماس، قال الرئيس محمود عباس، في كلمته أمام المؤتمر ''ستستمر بكل الوسائل اللازمة، نحتفظ بحقنا في المقاومة التي تكفلها لنا الشرعية الدولية.. ''.. بهذه الكلمات أطر رئيس السلطة الفلسطينية وحركة التحرير الوطني فتح محمود عباس مفهوم المقاومة الذي ستتبناه الحركة في المرحلة القادمة، والذي وصفها خبراء ب''المقاومة الناعمة''. ، لنتساءل هل تفسير ما قاله أن ''حركة فتح'' قد قررت تبني أجنده جديدة مضمونها أن ''النضال السلمي'' هو الخيار الذي سيلزم به الشعب الفلسطيني، أما البندقية والكفاح المسلح فقد أصبحا في خبر كان وانتهى وحذف من قواميس الحركة؟ ولنترك الإجابة للأيام..