انطلق صباح أمس، في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية المؤتمر العام السادس لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح بغياب معظم أعضاء الحركة في قطاع غزة بسبب منع حركة المقاومة الإسلامية حماس توجههم إلى الضفة لحضور المؤتمر. و قد أقر المجلس الثوري لحركة فتح زيادة عدد الأعضاء الذين سيشاركون في المؤتمر العام للحركة، وشكل لجنة تبحث كيفية التعامل مع غياب أعضاء فتح في غزة. و قالت مصادر إعلامية في بيت لحم إن المجلس الثوري لم يتوصل إلى رؤية واضحة لكيفية التعامل مع غياب أعضاء فتح في غزة، مشيرة إلى أن لجنة مكونة من تسعة أعضاء ستقدم توصيات بهذا الخصوص أثناء انعقاد المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام. وأوضحت ذات المصادر أن زيادة الأعضاء المشاركين في المؤتمر أثار جدلا، فبعدما كان العدد 1550، أضيف أكثر من سبعمائة عضو آخر أي ما نسبته 50% معظمهم من الضفة الغربية، وبينهم أيضا عدد من الأسرى في سجون الاحتلال وبعض النساء والأقليات ليصبح العدد المشارك 2267، سينتخبون في نهاية المؤتمر أعضاء اللجنة المركزية للحركة والمجلس الثوري. وأرجعت هذه الأخيرة إلى أن الجدل القائم بهذا الخصوص مرده اعتقاد البعض أن هذه الزيادات جاءت لمصلحة أشخاص على أشخاص آخرين ولترجيح أسماء على أسماء في الانتخابات. وقد بدأت بالفعل قيادات وأعضاء فتح بالوصول إلى مكان انعقاد المؤتمر، وسيلي ذلك وصول وفود رسمية عربية وأجنبية، وقالت المراسلة إن المؤتمر سينطلق بكلمة للرئيس الفلسطيني محمود عباس يتطرق فيها إلى مراجعة شاملة للتطورات في الحركة منذ عشرين عاما، وأخرى للوفود يلي ذلك عند فترة الظهيرة انطلاق المؤتمر لأعضاء فتح. ومن المقرر أن تشكل لجان تبحث في الأيام الثلاثة القادمة أمور الحركة سياسيا وإعلاميا وماليا وتنظيميا، كما ستقدم الترشيحات لعضوية اللجنة المركزية والمجلس الثوري. ويواجه المؤتمر السادس لفتح استحقاقات كبيرة، خاصة تلك التي فرضتها الخلافات الداخلية في صفوف الحركة وآخرها تصريحات أمين سر فتح فاروق القدومي بشأن اتهام عباس والنائب محمد دحلان بالتورط في مؤامرة إسرائيلية لاغتيال الراحل ياسر عرفات. يذكر أن آخر مؤتمر لفتح -التي أسست قبل 44 عاما- هو المؤتمر الخامس الذي عقد في تونس عام 1989. وعلى خلفية فشل الوساطات العربية والدولية لإقناع حماس بالسماح لأعضاء فتح في غزة بالمشاركة في المؤتمر، قال القيادي في فتح جبريل الرجوب إن حماس ارتكبت بقرار المنع خطأ جسيما ستكون له تداعيات سلبية في المستقبل. وبدوره، انتقد أمين سر فتح في لبنان سلطان أبو العينين موقف حماس قائلا في مقابلة صحفية له إن حماس بتصرفها هذا أثبتت أنها الوجه الآخر لعدو الشعب الفلسطيني. واعتبر إجراء حماس في قطاع غزة بمثابة اختطاف لعناصر فتح واستخدامهم رهائن، مشيرا إلى أن الحركة كانت تعتقد أنها بتصرفها هذا ستفجر قنبلة لمؤتمر فتح أو أنها سترث الحركة. و من جانبها، اتهمت حماس السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية باعتقال 1143 من أبناء الشعب الفلسطيني منهم 878 من كوادر حماس منذ بدء حوار القاهرة بين الحركتين. وقال ممثل حماس في لبنان أسامة حمدان في مؤتمر صحفي ببيروت إن المعتقلين يتعرضون لصنوف من التعذيب لم يسبق لها مثيل، وقد نقل منهم العشرات للعلاج بسبب التعذيب، والشهداء بلغ عددهم عشرة قتلوا تحت التعذيب. وفي إشارة إلى مطلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس السماح بسفر المئات من كوادر فتح إلى بيت لحم للمشاركة في مؤتمرها قال حمدان إذا كان مطلب محمود عباس ضروريا، فإن مطلبنا أكثر من ضروري.