انتخب المشاركون في المؤتمر العام السادس لفتح أمس السبت الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيسا للحركة، حسبما أعلن رئيس المؤتمر. وقال رئيس المؤتمر عثمان أبو غربية انه '' تم انتخاب الرئيس محمود عباس رئيسا لحركة فتح بالتصويت العلني وبالإجماع''.، وكانت حركة فتح قد عقدت مؤتمرها الأول منذ عشرين عاما والسادس منذ تأسيسها في الخمسينات، في بيت لحم في الضفة الغربية. للمرة الأولى في الأراضي الفلسطينية.وتم انتخاب 17 عضوا من أصل 23 للجنة المركزية بشكل مباشر بينما تتم تزكية الرئيس محمود عباس باعتباره القائد العام للحركة، ومن بين 17 عضوا منتخبا حظى قطاع غزة بثلاثة مقاعد على الأقل، في حين تعين اللجنة المركزية الخمسة المتبقين وفق النظام الداخلي للحركة. كما انتخب المؤتمر 120 عضوا للمجلس الثوري، وبلغ عدد المرشحين للمجلس -الذي يعد وسيطا بين اللجنة المركزية والمؤتمر العام- 493 عضوا، في حين ترشح لعضوية اللجنة المركزية التي تعد أعلى سلطة تنظيمية في فتح 86 مرشحا. وكانت جلسات المؤتمر قد شهدت نقاشات ساخنة وتجاذبات بين أقطاب الحركة قبل وقت قصير من إجراء الانتخابات، بعضها يتم على أساس المصالح وبعضها على أساس الولاءات، في حين تبنى تجاذبات أخرى على أساس المواقف من حركة فتح سواء من هم مع استمرار المقاومة أو من هم مع مواصلة العملية السياسية. يشار الى ان قياديان بارزان في حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح تبادلا الاتهامات في اليوم الثاني من المؤتمر، وقالت المصادر إن مفوض التعبئة والتنظيم في الحركة أحمد قريع اتهم النائب عن الحركة والمسؤول الأمني السابق محمد دحلان بالمسؤولية عن خسارة فتح في قطاع غزة أمام حركة المقاومة الإسلامية حماس منتصف جوان .2007 وأضاف المصدر أن قريع وجه انتقادات واتهامات لدحلان في جلسة مغلقة قال فيها إنه هو وأصدقاؤه المقربون مسؤولون عن خسارة غزة و''عليهم أن يتحملوا هذه المسؤولية لا أن يتهربوا منها''، واعتبر قريع أن فتح عليها أن ''تحاسب كل من ساهم في سيطرة حماس على غزة، لا أن توصلهم للمراتب التنظيمية العليا وتسمح لهم بنقل مشاكلهم وخلافاتهم إلى الضفة الغربية''، ورد دحلان على قريع باتهامه ب''التواطؤ'' مع حركة حماس لمنع أعضاء فتح بغزة من الوصول إلى المؤتمر السادس لأنهم كانوا سيصوتون لدحلان. وقال دحلان إن فتح والسلطة في رام الله هي التي ''خذلت'' أعضاء فتح في غزة، وإنه لا ينبغي أن تتحمل غزة مسؤولية ''أخطاء الكبار''، مضيفا أن على هؤلاء الكبار أن يعرفوا حجم غزة الحقيقي وألا يساهموا في تقوية حماس فيها،وأفادت المصادر أن جهودا بذلها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وآخرون من أعضاء فتح في لبنان ساهمت في تخفيف التوتر بين القياديين، لكنها لم تستطع منع مظاهر التوتر في الجلسات. من جهة اخرى قدمت حركة فتح وثيقة سياسية جديدة حول القدس، على هامش مؤتمرها العام الذي يعقد في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، اعتبرت فيه أن المدينة التي تشكل نقطة نزاع أساسية تحول دون توقيع اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين '' جزء لا يتجزأ من الوطن والكيان السياسي الفلسطيني،'' وهي حق خالص لشعبه.بالمقابل، كان قاضي قضاة الأراضي الفلسطينية، الشيخ تيسير التميمي، يصدر موقفاً لافتاً حيال ما يعرف ب''مشاريع الوطن البديل'' للفلسطينيين، فاعتبر أن مثل هذه الصيغة ''محرمة شرعياً."