أعلنت الداخلية الإسبانية بحر الأسبوع الجاري عن تراجع عدد الحراقة القادمين من دول شمال افريقا بنسبة تقدر ب 40 بالمائة، كما كشفت ذات الأرقام عن ما أسمته ''بتهاوي'' عدد من شبكات المافيا المسؤولة عن تهريب الحراقة خاصة من الجزائر إلى جزر الكناري بنسبة 63.6 بالمائة. جاء في تقرير صادر منتصف الشهر الجاري عن وزارة الداخلية نقلته الصحف الإسبانية أن عدد المهاجرين السريين الذين جرى إيقافهم منذ بداية السنة حتى نهاية شهرجويلية الماضي، بلغ حوالي 4500 مهاجر، أي بتراجع قدره 40 بالمائة مقارنة مع المدة نفسها من السنة الماضية، حيث كان العدد 7500 مهاجر. وينسب التقرير هذا التراجع إلى الأزمة الاقتصادية التي تعيشها إسبانيا والاتحاد الأوروبي (يشير الى أن المهاجرين أدركوا أن فرص العمل في اسبانيا أصبحت منعدمة)، وإلى حملة التحسيس في الدول الافريقية ضد مخاطر الهجرة السرية، علاوة على الإجراءات الأمنية المشددة في الحدود البرية والبحرية والجوية. وكانت سنة 2005 قد سجلت وصول أكثر من 70 ألف مهاجر سري، قرابة 34 ألفاً منهم عبر المياه البحرية على القوارب المطاطية والخشبية أو ما يعرف ب '' قوارب الموت''. وبمقارنة 2009 مع 2005 يتضح أن الهجرة تراجعت بحوالي 90بالمائة، وهو تراجع ملموس للغاية لظاهرة الهجرة السرية من دول شمال افريقيا وشواطئ إفريقيا الغربية نحو إسبانيا. وتسبب هذا الوضع في ارتياح وسط الحكومة الاسبانية التي كانت تتخوف من ارتفاع الهجرة السرية مجددا مع حلول الصيف لا سيما وأن البلاد تعيش أزمة اقتصادية خانفة. ولا يقتصر تراجع الهجرة السرية فقط على مجهودات اسبانيا، بل يتعدّاها إلى الدور الرئيسي لبعض دول المصدر أو العبور، مثل الجزائر التي رفعت من وتيرة الإجراءات الأمنية ومنها دوريات الحراسة في البحر لمنع انطلاق القوارب المحملة بالمهاجرين. وفي الوقت نفسه، أصدرت حكومة اسبانيا عشرات آلاف قرارات الطرد خلال السنة الجارية، وعادة ما يطبق منها ما نسبته حوالي ,25 وهذا يعني أن قوات الأمن رحلت نحو المغرب ودول افريقيا الغربية أكثر من عشرة آلاف مهاجر منذ بداية السنة الجارية. وترتب عن هذا الوضع أن نسبة المطرودين والمرحلين فاقت بكثير نسبة المهاجرين غير الشرعيين الذين جرى إيقافهم. يذكر أنه خلال سنة 2007 جرى ترحيل قرابة 56 ألف مهاجر سري، والسنة الماضية أوقف عدد مماثل في حين لم يكشف عن الأرقام الخاصة بالشهور السبعة الأولى من سنة .2009 وتأتي هذه المعطيات لتبرز أن الهجرة السرية من شمال افريقيا نحو جنوب أوروبا تعيش منعطفا تاريخيا، إذ أصبحت في تراجع مستمر للأسباب الأمنية والاقتصادية المذكورة.