أوقفت أمس عناصر الحرس المدني الإسباني تسعة حراقة جزائريين في عرض البحر على بعد 20 ميلا جنوب شرق منطقة غروشا التابعة لمقاطعة الميريا، وذلك في وقت سجلت فيه مدريد تراجعا كبيرا في عدد المهاجرين غير الشرعيين القادمين إليها بنسبة تقدر ب 47 في المائة خلال السداسي الأول من هذا العام مقارنة بالعام الماضي. وأفادت وكالة الأنباء الأوروبية أن قوات الإنقاذ البحري الإسبانية قد أنقذت تسعة مهاجرين جزائريين كانوا على متن قارب، مضيفة أن الجميع قد أوقفوا وهم في حالة صحية جيدة، ماعدا واحدا منهم الذي استدعت حالته نقله إلى المستشفى بعد أن عرفت درجة حرارة جسمه ارتفاعا غير عادي. وتم رصد قارب الجزائريين من قبل طاقم سفينة صيد اسبانية الذي قام بإبلاغ مصالح الإنقاذ البحري الاسباني الموجود مقرها بميناء غروشا، والذي سارع إلى إيقاف الجزائريين وإنقاذهم، حيث كان مصحوبا في ذلك بعناصر من الصليب الأحمر، لتقوم عند وصولها إلى مكان القارب بتوزيع البطانيات والملابس والأحذية، والمياه والمشروبات الساخنة على الحراقة الجزائريين. وذكرت المصادر ذاتها أن المهاجرين غير الشرعيين الجزائريين قد تم تحويلهم إلى الشرطة، والتي ستتولى مهمة اتخاذ الإجراءات المناسبة للشروع بعدها في عملية ترحيل هؤلاء الحراقة إلى الجزائر، ومعلوم أن الجزائرومدريد قد وقعتا في وقت سابق اتفاقية متعلقة بمكافحة الهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة وتنقل الأشخاص. وفي السياق ذاته، أشارت وسائل إعلام إسبانية أن أمن بلادها كان قد أوقف بحر الأسبوع الفارط 19 مهاجرا غير شرعي جزائري، بعد تلقيه معلومات في هذا الإطار من نظيره الجزائري الذي أبلغه بمغادرة هؤلاء الجزائريين تراب بلدهم متجهين نحو اسبانيا . وتشير إحصاءات السلطات الإسبانية إلى أن عدد الحراقة القادمين إليها قد انخفض هذا العام بمقدار النصف خلال السداسي الأول من هذه السنة مقارنة، بما تم تسجيله عام ,2008 حيث قدرت نسبتهم ب47 في المائة، ما يعادل 4760 شخص تم التعرف عليهم خلال عبور أو محاولة عبور الحدود الإسبانية بصورة غير قانونية، في حين كان يبلغ عددهم العام الماضي 9018 شخص خلال الفترة ذاتها. وفي هذا الشأن ، بين نائب مدير الوكالة الأوروبية للحدود الخارجية ''فرونتكس'' جيل أرياس في مؤتمر صحفي أنه يتوقع استمرار توافد المهاجرين غير الشرعيين على إسبانيا، إلا أنه حرص على التوضيح أن نسبة الانخفاض في عدد المهاجرين النازحين نحو اسبانيا يبقى أعلى بكثير من متوسط المعدل الأوروبي الذي قدرت فيه هذه النسبة خلال الفترة ذاتها بين 16 و 21 ٪، مضيفا أن أسبانيا تتلقى 13٪ من إجمالي عدد عمليات العبور غير القانونية التي تحدث في الاتحاد الأوروبي، وهي بذلك تحتل المرتبة الثالثة وراء ايطاليا واليونان، ومبينا أن البلدان الثلاثة مجتمعة تستقبل 83 ٪ من عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يقصدون القارة العجوز. وقال جيل أرياس إن اسبانيا قد شهدت انخفاضا بنسبة 61 ٪ في عدد الوافدين إلى جزر الكناري، في حين يعبر 63 ٪ من المهاجرين على سبتة ومليلة، وشواطئ الأندلس ليفانتي، والتي عرفت تسجيل ارتفاع في عدد المارين بها بنسبة 12 ٪، بسب مرور عدد كبير بالقرب من المغرب والجزائر، خاصة بعد توقيع ليبيا وإيطاليا اتفاقية لمحاربة الهجرة غير الشرعية، الأمر الذي جعل الحراقة الذين كانوا يعبرون من مدينة لامبيدوسا الإيطالية يغيرون طريقهم نحو أوروبا إلى السواحل الإسبانية. وتشير الإحصاءات الإسبانية إلى أن الجزائريين الذين قدموا إلى اسبانيا هذا العام يمثلون 30 ٪ من ركاب القوارب والزوارق، وبعدد يصل إلى 1436 شخص تم اعتراضهم من طرف الأمن الإسباني، لتأتي ثانيا المغرب ب 790مهاجر، ومالي ب 418 مهاجر. وشهدت إسبانيا هذا العام انخفاضا مماثلا في عدد المهاجرين غير الشرعيين عن طريق الجو خلال السداسي الأول من هذه السنة، حيث أوقف الأمن الإسباني بالمطارات 6530 شخص، بما يعادل انخفاضا ب 69 في المائة قياسا بعام 2008 الذي بلغ عددهم فيه 10718 شخص، حسب ما أضاف جيل ارياس الذي توقع تراجع عدد المهاجرين القادمين من الضفة الجنوبية للمتوسط مع حلول شهر رمضان المعظم.