عاشت فرنسا التي تأوي أكثر من 2 مليون جزائري ليلة أول أمس تسجيل ثاني حالة وفاة بسبب مرض أنفلونزا الخنازير الذي يضرب العالم، وقد أعلن المعهد الفرنسي للمراقبة الصحية أمس أول الإثنين عن تسجيل حالة وفاة ثانية بوباء أنفلونزا الخنازير في البلاد. وقال المعهد إن امرأة تبلغ من العمر 56 عاما كانت تقيم في بيت للعجزة توفيت أمس الأحد جراء إصابتها بوباء أنفلونزا الخنازير، لافتا إلى أن الإجراءات الضرورية اتخذت لحماية النزلاء، ويذكر أن فتاة فرنسية قد توفيت بعد إصابتها بوباء أنفلونزا الخنازير في 30من شهر جويلية في برست غرب فرنسا. وتستعد فرنسا منذ مدة لفرض حالة طوارئ عامة في البلاد لمواجهة المرض الذي بدأ في الاستفحال، ودعت وزارة الصحة الفرنسية مجددا الجميع إلى أهمية المكوث في المنزل عند ظهور أعراض الأنفلونزا العادية وسرعة مراجعة أقرب مرفق صحي خاصة في حال استمرار الارتفاع في درجة الحرارة لمدة أكثر من ثلاثة أيام أو ضيق في التنفس أو ألم في الصدر أو بلغم دموي أو ازرقاق في الجسم. وذكرت مصادر إعلامية فرنسية أن الحكومة الفرنسية تخطط لبث برامج تعليمية مدرسية عبر الإنترنت ومحطات الإذاعة والتلفزيون العامة حال اضطرارها لإغلاق المدارس بسبب تفشي وباء أنفلونزا الخنازير.وأعلن وزير التعليم الفرنسي لوس شاتيه في تصريحات لصحيفة ''لو فيجارو'' الفرنسية الصادرة قبل أيام أنه تم بالفعل إعداد برامج تعليمية لبثها عبر الإنترنت ومحطات الإذاعة والتلفزيون العامة حال إغلاق المدارس. وذكر شاتيه أنه سيتم توزيع 12 مليون كتيب حول كيفية التعامل مع حالات الإصابة بأنفلونزا الخنازير على المدارس مطلع العام الدراسي الجديد في سبتمبر المقبل. وأعرب شاتيه عن عدم تأييده لتلقيح جميع الأطفال ضد فيروس أنفلونزا الخنازير، إلا أنه أشار إلى أن هذا الأمر سيظل محل بحث. وكانت فرنسا قد أغلقت قبل العطلة الصيفية بعض المدارس لإصابة بعض تلاميذها بفيروس ''إتش.1 إن. ''1 المعروف باسم أنفلونزا الخنازير. ومن المقرر أن يتخذ المسؤولون المحليون قرار إغلاق المدارس في تلك الحالات مع مديري المدارس في المستقبل.وأثير مؤخرا جدل في جميع أنحاء أوروبا حول إغلاق المدارس كإجراء احترازي للحد من انتشار مرض أنفلونزا الخنازير. بموازاة ذلك تشعر الجالية الجزائريةبفرنسا التي تعد ثاني أكبر جالية في فرنسا بعد الجالية البرتغالية وأكبر جالية عربية وإسلامية في هذا البلد الأوروبي بالخشية من تفشي المرض، والذي أظهرت النتائج تأثيره الكبير على فئة الشباب والأطفال الذين أصبحوا يشكلون الفئة الكبيرة من هذه الجالية-الجيل الثاني والثالث-. ورغم ذلك فقد اتخذت السلطات الفرنسية خطوات هامة في مسألة توفير الدواء الخاص بالمرض، ''التاميفلو'' في انتظار اللقاحات التي بدأت في الظهور في المخابر العالمية، حيث أعلن في الصين الشعبية عن إنتاج أول اللقاحات الخاصة بالمرض. وبالمقابل سجلت مصالح المخبر المرجعي التابع لمعهد باستور الجزائر أول أمس إصابة جديدة بأنفلونزا الخنازير، ويتعلق ''الأمر بامرأة في العشرين من العمر تقيم بوهران و كانت على اتصال مطول بإحدى الحالات العائدة مؤخرا من اسبانيا''، مضيفا أن ''هاته المرأة تتواجد حاليا بالمستشفى في المصلحة المرجعية بوهران وتستجيب بصفة إيجابية للعلاج الطبي''. وعليه فإن العدد الإجمالي للحالات المسجلة في الجزائر إلى غاية يوم الإثنين 24 أوت 2009 قد بلغ بالتالي 34 إصابة مؤكدا أنه لم تسجل أي حالة خطيرة أو وفاة.