قال المستشار الإعلامي لوزارة الصحة سليم بلقسّام أن الجزائر قد استلمت 900 ألف جرعة لقاح مضاد لأنفلونزا الخنازير في وقت ينتظر فيه استقدام الجرعات المتبقية تباعا والمقدر عددها ب20 مليون جرعة ستوزع بعد خضوعها للتحاليل، على كل القطاع الصحي بما فيها العمومي والخاص وشبه العمومي للانطلاق في حملة التلقيح المنتظرة مع نهاية الشهر الجاري. شرعت، أمس، وزارة الصحة في تقديم أولى الندوات الصحفية المخصصة لملف أنفلونزا الخنازير في إطار سلسلة من الندوات اليومية التي أوجبتها المستجدات المسجلة في الملف سواء من حيث عدد الإصابات المؤكدة او الوفيات وجرعات اللقاح المستقدمة، وكحتمية فرضتها حالة الجدال السائد حول المرض نفسه وحول اللقاح المضاد له في بعض العناوين الإعلامية المهولة للأمور مقابل طمأنة وزارة القطاع للمواطنين، وهي الحالة التي تضع المواطن رهينة لبعض ما يتداول حول الأخطار التي قد يسببها اللقاح أو عدم نجاعته ولا يقتصر دور الوزارة على تنظيم ندوة إعلامية كل صباح الى غاية زوال الخطر بل يمتد الى اطلاق حملات تحسيسية بضرورة التلقيح ضد أنفلونزا الخنازير بعد تسرب قناعات للمواطنين بعدم التلقيح إطلاقا وهو ما يضع الصحة العمومية في خطر مضاعف. وكشف المستشار الإعلامي، أمس، في اللقاء الصحفي الخاص بمقر الوزارة ان حملة التلقيح ضد فيروس "أ/اش1ان1" ستنطلق 24 ساعة بعد ظهور النتائج الايجابية النهائية للتحاليل التي تخضع لها الجرعات المستقدمة من اللقاح والمقدر عددها ب900 ألف جرعة. مشيرا إلى أن موظفي قطاع الصحة وعددهم 350 ألف شخص يأتون على رأس قائمة المستفيدين من التلقيح بالتوازي مع النساء الحوامل والبالغ عددهن 850 ألف امرأة منهن 9 آلاف تم إحصاؤهن خلال ديسمبر الجاري. وعن اللقاح؛ أشار المتحدث إلى ان خبراء الصحة الجزائريين مثل نظرائهم الأجانب، قد أكدوا أهمية التلقيح للحد من انتشار الفيروس، إلا ان التلقيح يبقى غير إجباري ويخضع للإرادة الفردية. وفنّد بلقسام، في سياق حديثه، كل المعلومات التي نشرت في بعض الصحف المروجة لاحتواء اللقاح المستورد من معهد كندي متخصص لمادتي الزئبق والرصاص واضعا ذلك في خانة "التلاعب بالأمن الصحي للمواطنين، والطعن في مصداقية المصدر المصنع والمُوّرد للقاح مما يضر بسمعة الجزائر كدولة - مشيرا إلى أن -اللقاح يبقى حاليا أحسن وسيلة مضادة لفيروس أنفلونزا الخنازير" . من جهة أخرى قدم المتحدث، رقم 6 ملايير جرعة اللقاح المضاد ل أ/اش1ان1 او "التاميفلو" هو الاحتياج العالمي للحماية من الفيروس القاتل، تم إنتاج 3.5 مليار وتسجيل عجز ب2.5 مليار. كما شدد المتحدث على أن التأخر في حملة التلقيح وطنيا يعود الى عدم ظهور النتائج بعد، والمرتبطة بالإشارة المنتظرة من معهد باستور طبقا لقوانين التشريع الجزائري. ومن جهة أخرى؛ تم تسجيل أربع حالات وفاة جديدة بسبب أنفلونزا الخنازير ليرتفع العدد الاجمالي للوفيات الى 36 حالة من ضمن 657 حالة مؤكدة حسب حصيلة حول الوضع الوبائي لهذه الأنفلونزا بالجزائر كشفت عنها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أول أمس الاثنين. وأوضح المصدر أن الأمر يتعلق بالنسبة لحالات الوفاة الأربع الجديدة بامرأتين (29 و24 عاما) وفتاة تبلغ من العمر 9 سنوات ورجل يبلغ 27 عاما. وكانت المرأة البالغة من العمر 29 عاما تقطن بالثنية ( بومرداس) ودخلت مستشفى برج منايل إثر تعرضها لأزمة تنفسية وهي حامل في شهرها السادس، حيث تم نقلها الى المركز الاستشفائي الجامعي لتيزي وزو وخضعت على الفور لعملية قيصرية أسفرت عن مولودين ميتين. أما حالة الوفاة الثانية تتعلق بفتاة تبلغ من العمر 9 سنوات تقيم بوهران ودخلت الى المستشفى إثر تعرضها لأزمة تنفسية حادة وعجز على مستوى الأحشاء، مسجلا أن الفتاة كانت تخضع لمتابعة منذ ولادتها بسبب اعاقة حركية وعقلية، في حين تخص حالة الوفاة الثالثة رجلا يبلغ من العمر 27 عاما يقيم بسيدي عمران (ورقلة) ودخل مستشفى ورقلة إثر تعرضه لأزمة تنفسية حادة بينما كان يعاني من عجز في القلب. كما توفيت امرأة تبلغ من العمر 24 عاما تقطن بحي شرفة ( ورقلة) حيث دخلت المستشفى إثر تعرضها هي الأخرى لأزمة تنفسية حادة. وذكرت الوزارة بأن عدد حالات الاصابة المؤكدة بأنفلونزا "أ / أتش1أن1 " الى غاية 3 ديسمبر يخص فقط الأشخاص الذين توجهوا إلى مصلحة استشفائية مرجعية بعد أن ظهرت عليهم اعراض الأنفلونزا أو أولائك الذين تم توجيههم الى مصلحة مرجعية من قبل مراقبة الحدود أو شبكة مراقبة المرض.