لا زال التحقيق متواصلا في قضية اختطاف الشاب عبد المالك مصاص البالغ من العمر 37 سنة والقاطن بدوار أولاد عمارة بالمحمل شرق مقر البلدية بنحو 15 كلم وعن مقر عاصمة الولاية خنشلة بنحو 23 كلم ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء على الساعة 9,30 ليلا. لم نتوقع تلك البساطة والطيبة والكرم عن عائلة عمي '' حودة '' والد الضحية عندما قررنا الوقوف عند معاناتهم للاطلاع أكثر على قضية شغلت الرأي العام المحلي في غياب عبد المالك عن منزله منذ ثلاثة أيام وفي ظروف أقل ما يقال عنها إنها غامضة لحد الآن. الوالد أكد أن ابنه كان محبوبا لدى الجميع ويمتاز بسلوك طيب سواء في القرية أو خارجها، وعن قصة اختطافه يقول والد عبد المالك إنه غير متعود للذهاب مع أصدقائه في مثل ذلك التوقيت من الليل، أين كانت الساعة التاسعة والنصف عندما سمعنا صوت سيارة غير عادية وضجة لم نعتدها وما أثار انتباهنا هو ابن عبد المالك الذي كان ينادي على أبيه لأنه التوقيت الذي اعتاد أبناؤه الثلاثة انتظار أبيهم فيه، وعند سماعي صوت السيارة التي غادرت بسرعة غير معتادة خرجت مسرعا خارج المنزل فلم أجد أي أثر للسيارة أو لابني سوى بعض الآثار التي تدل على أن أشخاصا ضغطوا على ابني وأرغموه على الركوب بالقوة الشيء الذي أدخل في نفسي الشك بأن عبد المالك أصابه مكروه، لم أتردد لحظتها وقمت بإبلاغ إخوانه منهم الأخ الأكبر '' سمير '' الذي يقطن بمقر البلدية والذي هو بدوره أخطر رجال الدرك الوطني الذين حضروا في الحين إلى عين المكان وفتحوا تحقيقا في هذه الحادثة التي تعد الأولى من نوعها على المستوى الولائي، خاصة بعدما تلقينا مكالمة هاتفية في حدود الساعة التاسعة والنصف صباح يوم الأربعاء من طرف المجموعة المختطفة مفادها أن ابنه بخير وأنهم يطالبون بفدية مقابل إطلاق سراحه، وقد تكلم معه شخصيا وقال له '' يا أبي إني بخير مع إخواني المجاهدين '' الجملة التي حيرت الوالد ورجال الدرك الوطني الشيء الذي زاد من يأس العائلة وحزنهم على ابنهم الذي قال عنه الوالد بأنه الذراع الأيمن له ويعتمد عليه في كل كبيرة وصغيرة ويساعد في الفلاحة وفي بيع وجلب المواشي لأن عمي '' حودة '' موال ولا بأس به من الناحية المادية، وفي حدود الساعة الثانية عشر ليلا تم أيضا الاتصال بالوالد من نفس الرقم، وطلب المختطفون فدية مقابل إطلاق سراح ابنه وأكدوا عليه على عدم إخبار المصالح الأمنية بذلك وإلا سوف يعرضون حياة ابنه للخطر، وفي انتظار مكالمة أخرى لتحديد مكان تسليم الفدية والضحية الشيء الذي زاد من حسرة الأب على ابنه وساهمت في خلق جو من الرعب للعائلة، خاصة الأم والدة عبد المالك التي أصبحت طريحة الفراش من هول ما حدث، إضافة إلى أنها تعاني من مرض مزمن، ومنذ الوهلة الأولى التي رأتنا فيها ذرفت الدموع وتحسرت ألما على ابنها وهي تقول '' إني بين الحياة والموت وإن كنت يا ولدي في قبضة أشخاص ما فادعوهم لسماع صوت أم طريحة الفراش قد لا تكتب لها أياما أخرى لرؤيتك يا ولدي '' وهي ماسكة بيدها الهاتف النقال وترد بلهفة على كل اتصال علها تتلقى خبرا من هنا وهناك يشفي حسرتها على ابن أحبته حتى النخاع، ومن جهة أخرى لاحظنا حشودا غفيرة من المواطنين وسكان القرية حتى من خارجها الذين أبدوا تعاطفهم الكبير مع هذه العائلة. ولحد كتابة هذه الأسطر وفي ظل توقع جميع الاحتمالات تبقى عائلة '' مصاص '' بين نيران الحسرة التي جعلت الوالدة طريحة الفراش وجعلت الوالد الضرير يسير عبر الشوارع والطرقات دون أن يعلم الاتجاه، كما تتخوف العائلة من هذه الحادثة الغريبة عن مجتمعنا التي تحصل لأول مرة في ولاية خنشلة، بالإضافة إلى تسجيل بعض الحالات في المنطقة المعروفة '' بجن '' بولاية تبسة وغير البعيدة عنهم سوى ب6 كلم فقط، الشيء الذي يرجح أن المختطفين من نفس العصابة التي تنشط في هذه المنطقة '' بجن '' .