لا تزال قضية اختطاف الشاب عبد المالك.م، 37 سنة، ليلة الأربعاء إلى الخميس من نهاية الأسبوع ما قبل المنصرم، من أمام مسكن العائلة بمشتة أولاد عمارة شمال المحمل بولاية خنشلة، تتفاعل رغم محاولة التكتم عليها. * "الشروق" اتصلت بأهل المختطف ونقلت وجهة نظر العائلة وحالتها النفسية وطبيعة تعاملها مع استمرار فقدان فلذة كبدها في ظروف لا تزال غامضة، حيث أكد والد عبد المالك أن ما تم نشره في بعض الجرائد اليومية من معلومات غير صحيح ولا يعكس الواقع؛ فالاختطاف تم ليلة الأربعاء وليس الثلاثاء، والضحية متزوج وله طفلان وليس أعزبا أو أب لثلاثة أطفال، أما الفدية فليست مليار سنتيم ولا أقل من ذلك وليس ثلاثة ملايير كما ذهب البعض، مضيفا بأن عمليات الاتصال مع المختطفين استمرت إلى نهاية الأسبوع الماضي، ولا يزالون مصرين على دفع فدية قدرها مليار ونصف. ويعتقد بحسب اتصال مع ابنه المختطف أن العصابة ليست سوى مجموعة من اللصوص من ذوي السوابق العدلية والعمليات الإجرامية في المنطقة، لا سيما عبر الشريط الحدودي مع ولاية تبسة، خاصة بالمكان المسمى "بجن" بولاية تبسة، حيث تبين أنها قامت بابتزاز عائلتين بعد عمليات خطف مماثلة، وأن الفدية المطلوبة مليار ونصف، تماما كما طلب من هذه العائلة. * * وفي سياق سيناريوهات الاختطاف، فقد ذهبت أطراف بالمنطقة إلى أن عبد المالك قام بتمثيل العملية قصد حصوله على مبالغ مالية لنفسه، وهو ما نفاه الأب الذي أكد أن ابنه خلال اتصاله الأخير قال بالحرف الواحد "إنني بخير"، إلا أنه أضاف للجماعة التي اختطفته قبل أن يغلق الخط قائلا "ماذا أطلب منهم أيضا"، وهي العبارة التي تدل على أن كلام عبد المالك المختطف مع العائلة تم إملاؤه تحت التهديد. وأكد الأخ الأكبر للمختطف أن عبد المالك قام مؤخرا ببيع حصته من الإنتاج الفلاحي بصحراء النمامشة بمبلغ 34 مليون سنتيم، وربما يكون لهذا المبلغ علاقة بعملية الاختطاف. * * وفي السياق نفسه، تحدثت مصادر أخرى عن علاقة الضحية المختطف بالجماعات الإرهابية، غير أن العائلة نفت ذلك نفيا قاطعا، ومع ذلك كله لا تزال العائلة تصر على أنها لا تملك مبلغ الفدية المطلوب، وتناشد المختطفين إطلاق سراح ابنها عبد المالك ليعود إلى ولديه الصغيرين وزوجته وعمله الفلاحي كغيره من شباب الدوار، وهو النداء الذي وجهته عبر جريدة "الشروق اليومي" والدته تترجاهم بعدم إلحاق الأذى بفلذة كبدها الذي كان يحمل على عاتقه كل مسؤولية الأسرة، باعتباره الذراع الأيمن لأبيه الطاعن في السن، وأن يطلقوا سراحه ليعود إلى عائلته.