في بحر الأسبوع المنصرم اتخذ محمد الشريف حناشي قرارا جديدا - قديما من خلال إعلانه عن الإستقالة من منصب رئاسة فريق شبيبة القبائل - ، حيث وضع ما أقدم عليه لدى مديرية الشباب والرياضة لولاية تيزي وزو، مصرحا بأنه سيرمي المنشفة عقب مواجهة '' الكناري '' لمضيفه نادي أسترا دوالا الكاميروني، مبررا الخطوة التي سار عليها بكون النادي الذي يشرف عليه أجاد تمثيل الكرة الجزائرية في المحافل الدولية والقارية تحديدا. فضلا عن تتويجاته العديدة وطنيا، غير أنه لم يلق التكريم الأليق بهذا الامتياز، بالعربي الفصيح لم يدلّل كفاية من قبل السلطات العمومية. ومازال حناشي يصر على تجسيد القرار المعلن، حيث بيّن بأنه سيعود إلى أرض الوطن بعد غد الثلاثاء دون العودة إلى المغرب أين يجري الفريق معسكره الإعدادي هناك، وسيجتمع إثرها مع مكتبه المسير لضبط موعد لجمعية عامة استثنائية يؤكد ويرسّم فيها استقالته ويتسلم خلالها ملفات الترشح لخلافته. ويعرف المتتبعون للشأن الكروي الجزائري أن رؤساء الأندية لما يلوّحون بالاستقالة فإن ذلك لا يخرج عن نطاق اعتبارات يجملونها في النقاط التالية: يقدّم الرئيس استقالته '' الوهمية '' لامتصاص حنق الأنصار، أو جس نبض الأشخاص الذين يتربصون به الدوائر ويريدون الإطاحة به، أو لتسوية أمور تجارية تتعلق بشخصه، أو طلبا للاستشفاء بعد وعكة صحية ألمّت به، وبعد فترة غير طويلة، يعود إلى عمله وكأن شيئا لم، وهكذا دواليك... يشار إلى أن حناشي يمسك بالزمام الإداري لنادي عاصمة جرجرة منذ مطلع التسعينيات، وامتازت فترته على غرار تلك سابقتها بالخصوبة والنجاح، حيث أضافت الشبيبة لسجلها 3 ألقاب بطولة، وكأسا للجمهورية مع خوض 3 نهائيات أخرى دون الظفر بامتيازها، و3 تتويجات خاصة بكأس الاتحاد الإفريقي. واتسمت عهدته أيضا بسلوكه الوطني الشجاع خاصة أثناء المأساة الوطنية التي مست البلاد ومنطقة القبائل تحديدا مطلع العشرية الجارية، حيث آثر الانحياز للوطن بدل الاستجابة لدعاة الفتنة، وهو ما ألّب عليه الحاقدين والناقمين، وبإمكان القارئ - إن استطاع - العودة إلى أرشيف الصحافة الوطنية لاسيما الرياضية منها وكيف تعرّض الرجل لحملة '' كلبية '' شعواء من قبل أهلها '' النافخين في الكير '' خدشت كرامته وامتدت حتى لأهله والنادي الذي يشرف عليه، لكن أصحابها لم يتمكنوا منه ورجعوا إلى قواعدهم خائبين. بقي الآن .. هل يجسد حناشي ما أقدم عليه، أم أن قراره سيكون تكرارا لسيناريو تقليدي دأب عليه مثل زملائه رؤساء الأندية؟