يعد المشروع الفلاحي المائي لتطهير وصرف المياه بسهل الطارف الذي يعرف إنجاز شطره الأول وتيرة جد متقدمة بنسبة 80 بالمائة بمثابة ''دعم إضافي بقدرات جديدة لفائدة تطوير الفلاحة بالمنطقة'' كما أوضحه مدير المصالح الفلاحية. ويرمي هذا المشروع الذي يمتد على مساحة تتجاوز 12 ألف هكتار من الأراضي حسب نفس المسؤول إلى استعادة هذه المنطقة من البلاد لطابعها الفلاحي الذي كان يسمح لها في السابق بتموين باقي المناطق الداخلية للوطن بشتى المنتجات الفلاحية. وتتضمن المرحلة الحالية من هذا المشروع الذي يشمل ثلاث مراحل ''تطهير المساحات المعنية بواسطة حفريات يتم عبرها تحويل المياه باتجاه الأودية التي تخترق المنطقة وهو ما يؤدى إلى تقليص تجمع المياه التي عادة ما تحاصر وتغمر المزروعات الشتوية كما تتضمن الأشغال أيضا حسب ذات المسؤول إنجاز مسالك مؤدية إلى قطع الأراضي وكذا بناء حواجز مائية ومعابر ومصدات للرياح. وتستهدف المرحلة الثانية من هذا المشروع الذي خصص له غلاف مالي قدره حوالي 54ر3 مليار دينار إنجاز 3 سدود منها سد ''بوغوس'' الموجود في طور الأشغال حاليا إلى جانب سدي ''بوحلوفة'' و ''بولاطان'' اللذين ستنطلق أشغالهما ''قريبا'' كما أفاد نفس المصدر. وترمى المرحلة الثالثة للمشروع إلى إنجاز محطتين للرفع ومجموعة من المنشآت المائية ''التي تسمح باستغلال أمثل للمياه المجمعة والمخزنة على مستوى السدود والحواجز المبرمجة'' كما أضاف مدير المصالح الفلاحية الذي أكد بالمناسبة أن هذا المشروع الذي انطلق سنة 2007 ''يسير في الطريق الصحيح'' خاصة وأن الأشغال المتعلقة بالتطهير وصرف المياه ستنتهى'' في الآجال القانونية المتعاقد عليها والمحددة ب 24 شهرا''. ومن شأن ''إنجاز هذا المشروع الطموح وكذا جرد وإيجاد حلول للصعوبات والعوائق التي تواجه المنطقة في ميدان الإنتاج الفلاحي أن تمنح الجهة دورا أساسيا على صعيد بعث تنمية محلية منتعشة مبنية على قاعدة فلاحة ذات مردود عالي'' حسب ما أكده مدير المصالح الفلاحية من جهة أخرى. وعرفت ولاية الطارف منذ القدم بخصوبة تربتها وقدراتها الفلاحية التي شكلت في الماضي القريب '' خزانا لا ينضب في تموين كامل المناطق الداخلية للبلاد بالمنتجات الفلاحية'' ومن هنا يضيف نفس المسؤول الفلاحي ''تبدو أهمية استعادة المنطقة لمكانتها عبر استغلال أقصى لكافة الآليات الضرورية لتنمية هذا القطاع الإستراتيجي''.