أكد المخرج الأفغاني ''برماك أكرم'' على هامش عرض فيلمه ''طفل كابول''، أول أمس، بقاعة ابن زيدون إصراره على الاستمرار في تصوير أفلام حول اطفال كابول، معتبرا ان أكبر الجرائم التي شهدها العصر تلك التي ترتكب في حق البراءة وهم مرغمون على الصمت. تدور احداث ''طفل كابول'' الذي يعرض ضمن فعاليات الأيام السينمائية بالجزائر العاصمة في دورتها الأولى، في أحد شوارع كابول. امرأة ترتدي البرقع وتحمل طفلاً على ذراعيها، تشقّ طريقها وسط حركة السير الفوضوية والمتوترة، باحثة عن سيارة أجرة. يحاول السائق القلق الذي يقلها هي وابنها رؤية ملامحها خلف البرقع، ومن إحباطه يقول لها: ''أما تزالين ترتدينه، لم يعد يواكب الموضة! هناك إرهابيون يختبئون أحياناً وراء الحجاب''. في حين يتفحّص كاحلي المرأة وهي تجلس في السيارة. وبعد لحظات يكتشف السائق أن المرأة قد تركت الطفل على المقعد الخلفي، ليفتتح مشهد الخوف والالتباس في فيلم ''طفل كابول'' للمخرج الأفغاني برماك أكرم مع حجي غول وفاليري شات. مدة الفيلم ساعة و34 دقيقة وهو من إنتاج شركة أفلام ''فيديليت'' الفرنسية نال جائزة حقوق الإنسان 2008 في مهرجان ''الموسترا'' في البندقية، وتم تقديمه في المهرجان الحادي عشر للفيلم الآسيوي في مدينة دوفيل الفرنسية .2009 وعن فيلمه ''طفل كابول'' يقول برماك أكرم خلال التقائنا به على هامش العرض «لقد تمنّيت المشاركة في ولادة السينما الأفغانية، وذلك من خلال معالجة قضية الأطفال والنساء، أول ضحايا الحروب في أفغانستان. وحتى في حالات الاغتصاب أثناء الحرب تبقى المرأة الضحية عاراً على عائلتها، وبعض الأمهات يتخلّين عن أطفالهن وعن طريق الاستعارة، يثير الفيلم وضع المدينة المتروكة دون أن يعيرها أحدٌ أي اهتمام . من خلال الكاميرا في كابول المخرّبة، يستعيد الفيلم مسار رضيع متبنى، ومأساة الأطفال المهجورين وسط ظروف اقتصادية صعبة، حيث تتحول أدنى الضرورات إلى مسيرة حواجز. للإشارة فقد تم تصوير الفيلم العام 2007 بطاقم من ممثلين هواة، وهو أول فيلم روائي لبرماك أكرم، والفيلم لأفغاني الرابع المنتج منذ ,2001 بعد ''أسامة'' و''حرب الأفيون'' لصدّيق برماك، ثم ''الأرض والرماد'' ل عتيق رحيمي، وقد نال جائزة ''غونكور'' الأدبية الفرنسية العام ,2008 وقد شارك رحيمي في كتابة حوارات الفيلم مع جان كلود كاريير بلغة شاعرية مفعمة بالصور المعبّرة.