كشفت مصادر مقربة من ملف النزاع الجزائري- الإسباني حول الغاز الطبيعي عن تحضيرات مكثفة لإعداد اتفاق متبادل الأطراف بين كل من شركتي ''ريبسول'' و''غاز ناتورال'' مع المؤسسة الوطنية للمحروقات ''سوناطراك'' يرمي إلى تسوية الخلافات المتعلقة بإلغاء صفقة تشغيل محطة الغاز بحاسي طويل. وأوضحت نفس المصادر في تصريحات نقلتها صحف محلية اسبانية أن هذه الخطوة تهدف إلى محاولة إيقاف نشاط محكمة التحكيم الدولية ومنعها من إصدار أي قرار قد يضر بمصلحة الطرفين، في الوقت الذي ينتظر أن تصدر فيه محكمة التحكيم الدولي قراراتها قبل نهاية السنة الجارية أو مطلع العام المقبل. ويمكن للشركتين الإسبانيتين ''ريبسول'' و''غاز ناتورال'' بموجب الاتفاق استرداد جزء من العقد المبرم من طرف واحد مع الشركة الوطنية للمحروقات ''سوناطراك'' شهر سبتمبر ,2007 بالنظر إلى أن المشروع تأخر كثيرا وتجاوز التكاليف الأولية المتفق عليها. وأضافت المصادر أن قرار العدالة الدولية ينتظر صدوره عقب اجتماع هيئة التحكيم المزمع عقده أوائل ,2010 حيث من الممكن أن يتزامن مع انعقاد المؤتمر الدولي للغاز الطبيعي المسال في دورته ال 16 بولاية وهران شهر أفريل من العام المقبل. وكان رافاييل فيلاسيكا المدير التنفيذي لشركة ''غاز ناتورال'' الإسبانية قد أكد في وقت سابق أن مساعي التسوية الودية للنزاع لا تزال قائمة، في حالة رغبة حكومتي البلدين انتهاج الحلول الودية دون الاستعانة بالقرارات القضائية، وهو ما يكون قد دفع بالشركتين الاسبانيتين إلى التحضير لإطلاق اتفاق متبادل مع مؤسسة ''سوناطراك''، فيما توقع الرئيس التنفيذي للشركة الإسبانية صدور قرار محكمة التحكيم الدولي بخصوص النزاع القضائي بين الشركة الوطنية للمحروقات ''سوناطراك'' وشركتي ''غاز ناتورال'' و''ريبسول'' حول مشروع حاسي طويل قبل نهاية السنة الجارية. يذكر أن بنود العقد التي تربط مجمع ''سوناطراك'' بالشركتين الإسبانيتين تقضي باستكمال المشروع في سنة ,2009 إلا أنه حسب آخر تقديرات ''ريبسول'' و''غاز ناتورال'' فإن المشروع لن يستكمل قبل نهاية العام 2012 على أحسن تقدير، ما دفع بسوناطراك إلى اللجوء للتحكيم الدولي بغرض تعويض الضرر الذي لحق بها.