فيما يعد انعكاسا لمدى الحرص الأمريكي المتواصل على أمن دولة الاحتلال، بدأت إسرائيل والولايات المتحدة، أمس الأربعاء، مناورات هي الأكبر للدفاع الجوي بين الجيشين، والتي يراد منها، إضافة للبعد التدريبي، توجيه رسالة واضحة لإيران ولأعداء إسرائيل الآخرين. وتستمر المناورات المشتركة والتي تأتي تحت اسم ''جونيبر كوبرا'' حتى الخامس من نوفمبر، في إطار تمرين وهمي يفترض تعرض إسرائيل لهجمات صاروخية قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، وعلى ارتفاعات متباينة، وستطلق في جزء منها صواريخ فعلية تهديدا ومضادات. وحسب ما ذكرت مصادر إعلامية، تستند فكرة المناورة إلى احتمال تورط إسرائيل في حرب شاملة، تتعرض فيها لهجمات صواريخ متوسطة المدى من سوريا، وصواريخ متوسطة المدى وأخرى قصيرة المدى من حزب الله، وصواريخ بعيدة المدى من إيران وصواريخ قصيرة المدى وبدائية من قطاع غزة. وشاركت في المناورة بوارج حربية أميركية وإسرائيلية، فضلا عن محطات رادار وبطاريات صواريخ من أنواع مختلفة، وتهدف المناورة الأميركية الإسرائيلية المشتركة التي تجري للمرة الخامسة، للتدرب على التنسيق بين قوات كل طرف وقوات الطرفين في حال تعرض إسرائيل لهجمات صاروخية واسعة. وبغية إضفاء قدر كبير من الأهمية على المناورة المشتركة أوكلت واشنطن أمر قيادتها لقائد الأسطول السادس الأميرال مارك فيتزجيرالد، ويعتبر فيتزجيرالد الضابط الأميركي الأرفع مرتبة الذي يقود مناورة مشتركة مع إسرائيل. ونشرت وسائل إعلام متخصصة أن فيتزجيرالد سيتولى، في إطار قيادته للمناورة، مسؤولية امرة سلاح الجو الإسرائيلي أيضا. وكانت المناورة، والتي جرت العادة على إجرائها بشكل دوري مرة كل عامين منذ العام ,2001 قد تأجلت عن موعدها المقرر أسبوعا بسبب مشكلات لوجستية. ووصلت إلى إسرائيل طائرات نقل عملاقة من طراز ''جلاكسي'' تقل معدات كثيرة وأجهزة رادار وحوالي ألفي جندي وضابط أميركي، إضافة إلى 17 بارجة أميركية. وأقام الجنود الأميركيون في قواعد جيش الاحتلال الإسرائيلي البرية والجوية، وخصوصا في النقب جنوبفلسطين، وقد وصل هؤلاء الجنود من مقراتهم في قواعد الجيش الأميركي المنتشرة في أوروبا، وخصوصا من قاعدتهم في مدينة شتوتغارت الألمانية. ويرى مراقبون أن إجراء هذه المناورات في هذا التوقيت يحمل الكثير من الدلالات والأبعاد المختلفة سواء الأمنية أو الإستراتيجية أو حتى السياسية، إذ أنها لا تنفصل بأي حال من الأحوال عن مجمل الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، كما أنها تأتي في ظل تطورات مهمة فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، وظروف حرجة تمر بها العملية السلمية بالشرق الأوسط.