رمى كل من منسق الجمعيات الجزائرية للأمراض المزمنة ورئيس جمعية مكافحة مرض التهاب الكبد الفيروسي عبد الحميد بوعلاق رفقة رئيس قسم الوقاية من الأمراض المعدية الدكتور محمد وحدي باللائمة على سوء التنسيق الواقع المستشفيات الجامعية والصيدلية المركزية، حيث أكد كلاهما وجود سوء تنسيق بين أغلب مستشفيات الوطن والصيدلية المركزية المكلفة بالتمويل بالأدوية، نظرا لأن هذه الأخيرة تحتاج لقرابة الثلاثة أشهر لتلبية طلبات الحصول على الدواء من طرف الممولين، وهو ما يسبب انقطاع الأدوية والذي ينعكس سلبا على المرضى من خلال المواعيد الطويلة. وكان كل من عبد الحميد بوعلاق والدكتور محمد وحدي قد تحدثا كلاهما وبإسهاب في هذه النقطة ''المهمة للغاية'' حسبهما، حيث أوضح بوعلاق بالقول ''إننا نعمل من أجل إيجاد وصياغة مقترحات جديدة وفعالة للوصول على المدى القريب إلى نتائج ترضي المريض''. وأضاف المتحدث قائلا ''نعتقد أن ثمة مشكلا بين المستشفيات الجامعية وبين الصيدلية المركزية الممول الرئيسي للمستشفيات بالأدوية على المستوى الوطني-، داعيا وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات إلى سن قوانين جديدة وفرض قرارات ولوائح تنظيمية صارمة للمستشفيات حتى يتم تدارك هذا الأمر في القريب العاجل''. وبأكثر توضيح قال منسق جمعيات الأمراض المزمنة ''لقد لاحظنا أن المستشفيات الجامعية لا تقوم بإرسال طلبياتها من الأدوية قبل فترة معينة من نفاذ الأدوية، مشيرا بأن الصيدلية المركزية ترتبط بالممولين، وهؤلاء مرتبطون هم أيضا بدورهم مع المؤسسات المنتجة التي توفر الدواء في غضون 3 أشهر على الأقل، لكي تبقى هذه الفترة هاجس رعب على صحة المرضى الذين يقضون أوقاتهم في الانتظار ومصارعة المرض القاتل''. من ناحية أخرى، طرح عبد الحميد بوعلاق مشكلا آخر يتعلق بالأدوية التي تسوق على مستوى الصيادلة الخواص، حيث أكد في هذا المجال تسجيل ندرة 125 دواء من طرف نقابة الصيادلة الخواص، مشيرا أن الطلب قد رفع إلى وزارة الصحة لتحديد هذا الأمر، لاسيما في ظل رمي كل طرف المسؤولية على الآخر، فيما يبقى المريض هو الخاسر الوحيد، موضحا أن هذه تبقى مسؤولية الجميع من أجل التكاتف والتعاون. في غضون ذلك، كشف بوعلاق ''أن جمعيات المرضى تحاول تهيئة وتنظيم يوم دراسي اليوم، سيحضره خبراء وفعاليات من المجتمع المدني وممولين خواص بالإضافة إلى ممثل عن وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، من أجل تقديم دراسة وافية وشاملة للخروج من هذا المشكل ندرة الأدوية وتوفيرها على مستوى المستشفيات. على صعيد آخر قال المتحدث إن 38 بالمائة من الجزائريين مصابون بالأمراض المزمنة ومن مختلف الشرائح والأمراض، لكنه شدد على أنه يمكن الحد من ذلك في حالة إيجاد التعاون بين الفاعلين، مفيدا أنه قد تم إدراج طلب لوزارة الصحة للقيام بجدوى اقتصادية يمكن من خلالها توفير الدواء والحد من الانقطاع المتكرر له.