دعا المشاركون في اليوم الوطني لمكافحة الالتهاب الكبدي، إلى ضرورة تحرك وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات من اجل تطبيق التوصيات المتمخضة عن اللقاء البرلماني الذي عقد في منتصف العام المنقضي، وفي هذا المسعى دعا رئيس الجمعية الجزائرية لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي عبد الحميد بوعلاق وزير الصحة الدكتور سعيد بركات من أجل رسم الأولويات الخاصة بمكافحة هذا المرض الذي يفتك بقرابة 2.5 من المواطنين الجزائريين، ملحا على ضرورة توفير التحاليل الخاصة بالمريض وتكوين الأطباء المختصين في المجال قبل انتهاء السداسي الجاري. وكانت الجمعية الجزائرية لمكافحة داء التهاب الكبد الفيروسي قد أحييت اليوم الوطني لهذا الداء الذي صادف أمس الثلاثاء ال12 من شهر جانفي الجاري، حيث عرف اللقاء حضور خبراء في الطب من بينهم البروفيسور نبيل دبزي رئيس مصلحة أمراض الكبد بمستشفى مصطفى بالإضافة إلى الخبير البروفيسور سعدي بركان والبروفيسور غرابة وغيرهم من المختصين في هذا المجال. وكان عبد الحميد بوعلاق قد أكد في حديث ل ''الحوار'' عقب نهاية اللقاء أن الاهتمام اليوم يأتي لمطالبة تدخل الوزير شخصيا من أجل الاهتمام بمرضى الداء الذي يموتون في صمت، موضحا أن المعاناة قد زادت في التعاظم مع اهتمام الكل بمرض أنفلونزا الخنازير وإهمال تداعيات وسرعة انتشار مرض التهاب الكبد الفيروسي الذي يصيب 2.5 مليون شخص. ودعا بوعلاق الوزير بركات إلى تسريع إنشاء المراكز الطبية الخاصة بالتحاليل الطبية في ال 4 مناطق المتفق عليها من التراب الوطني وهي التي تخص عاصمة الغرب الجزائريوهران، وولاية قسنطينة في الشرق الجزائري، وولاية غرداية في الجنوب، إضافة لتطوير المركز المتواجد بالعاصمة. على صعيد آخر، شدد عبد الحميد بوعلاق في حديثه ل ''الحوار'' إنه من غير المعقول إهمال مسألة تفتيش عيادات الأسنان التي أصبحت الناقل الأكبر لهذا الفيروس وبنسبة قدرها المتحدث ب 66 بالمائة، مفيدا أن قرابة ال 80 بالمائة من هذه العيادات لا يستخدمون أدوات نظيفة ومعقمة. إلى ذلك وفي مداخلة له أكد البروفيسور سعدي بركان رئيس مصلحة مكافحة المرض السابق بمستشفى بولوغين، أن مشاكل المرض متعددة، لكنه حصر الأهم في سوء تسيير الدواء بالرغم من توفره في الجزائر، مرجعا ذلك لاتساع عدد المصابين في الجزائر، داعيا السلطات القائمة على ملف الصحة في الجزائر لضرورة وضع نخطط استراتيجي للتكفل بهذا المرض من ناحية القيام بالفحوصات والتشخيص المبكر وتوزيع الدواء بطريقة جيدة، بالإضافة إلى رعاية الوزارة للملتقيات والندوات التحسيسة التي أكد أنها تدفع من جيوب الجمعيات والمرضى الذين بلغ عددهم مليون مريض بالنسبة للحاملين للفيروس من النوع ''ب'' . إلى ذلك وفي حديث ل ''الحوار'' مع البروفيسور نبيل دبزي رئيس وحدة أمراض الكبد والجهاز الهضمي بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا ورئيس لحنة مكافحة المرض على المستوى الوطني، شدد الرجل والذي يعد من بين أبرز الأطباء الجزائريين في هذا الاختصاص على ضرورة تطبيق التوصيات المتمخضة عن اللقاء البرلماني المنعقد في شهر جوان الماضي بمقر المجلس الوطني، مشيرا إلى ضرورة التسريع بإدراج المرض ضمن الأمراض المهنية ووضع برنامج خاص بالوقاية، بالإضافة إلى ضرورة فتح المراكز الخاصة بإجراء التحاليل الطبية. كما سألته ''الحوار'' على تقييمه للقاء الخاص بالملتقى المغاربي الفرنسي لزراعة الأعضاء، حيث ثمن الرجل إنشاء الوكالة الخاصة بزرع الأعضاء و رغبة الوزارة في إنشاء بنوك للأعضاء البشرية، لكنه شدد على ضرورة متابعة ذلك بعمل ميداني سريع، مستشهدا بالتجربة التونسية التي تمتلك وكالة وطنية لزراعة الأعضاء لكن دون فعالية في الأداء. وأشار البروفيسور دبزي إلى أن زراعة الأعضاء ترتبط ارتباطا شديدا مع الوسائل والفرق المختصة من أجل زراعة الكبد أو الكلى أو غيرها من الأعضاء بصفة دائمة ومنتظمة، مبرزا الجهد الذي يقوم به الفريق الطبي الجزائري في مساعدة الطبيب الفرنسي من أصل جزائري والذي يسهر على القيام بإجراء هذه العمليات الضئيلة جدا. ونبّه محدثنا إلى ضرورة الاعتناء بالوسائل الطبية، مشيرا إنه من غير المعقول الحديث عن زراعة الأعضاء في ظل توقف جهاز السكانير عن العمل حاليا، بالإضافة إلى هذا فقد دعا البروفيسور دبزي للضرورة وضع إطار قانوني يحكم عملية نقل الأعضاء من اجل إيقاف كل نشاط غير قانوني في هذا المجال يؤدي إلى الاتجار فيها.