بدأت نذر الاقتتال الداخلي تخيم مجددا على قطاع غزة في أعقاب تبادل الاتهامات بين حركتي حماس وفتح الفلسطينيتين على خلفية الانفجار الضخم الذي وقع بالقرب من شاطئ غزة يوم الجمعة الماضي وراح ضحيته خمسة من عناصر كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس. وأكدت حماس أن جريمة شاطئ غزة وما سبقها من تفجير العبوة الناسفة في منزل مروان أبو راس عضو المجلس التشريعي ورئيس رابطة علماء فلسطين هي دليل على وجود مخطط إرهابي يهدف إلى استهداف القادة حماس. وجر الشارع الفلسطيني إلى أتون حرب قذرة، مؤكدة أنها لن تقف أمامها مكتوفة الأيدي وستقطع دابر المجرمين وفلولهم. وألمحت حماس إلى مسؤولية النائب محمد دحلان، الذي كان يوجد في رام الله، عن هذه الأحداث، وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، في بيان، إن هذه المجزرة البشعة ارتكبها أعوان الاحتلال من التيار الخائن الهارب. وتوعدت الحكومة الفلسطينية المقالة التي تقودها حماس في غزة بملاحقة ومعاقبة كل من يثبت تورطه في تفجيرات غزة, مؤكدة أنها لن تسمح لأي جهة كانت أو أي فئة العبث في الساحة الأمنية الداخلية للقطاع، وقال رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية, في بيان عقب اجتماع طارئ للحكومة, إن الانفجار دليل على أن فتح ليست مهتمة باستئناف أي حوار. وردت الرئاسة الفلسطينية بعنف على حركة حماس، وقال المتحدث باسمها ،في بيان، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) يؤكد أنه لن يتخلى عن وحدة الوطن ووحدة ترابه، ولن يسمح باستمرار معاناة المواطنين في قطاع غزة، مؤكدا أن حماس ممعنة في انقلابها ولا تريد العودة عنه أو العودة إلى الصف الوطني، وذكر المتحدث أن ميليشيات حماس أقدمت على اقتحام مقرات المحافظات وطردت المحافظين والموظفين، وصادرت جميع المعدات والأجهزة والوثائق، وألحقت أضرارا كبيرة بالمكاتب، وأضاف، إن حركة حماس تستغل أماكن العبادة، للترويج وكيل الاتهامات لمسؤولي حركة فتح، بما يؤكد أن حماس تحاول أن تغطي على الصراعات الداخلية فيما بينها.