عاد التوتر مجددا بين حركة التحرير الفلسطينية "فتح" وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" على خلفية تبادل الاتهامات بين الجانبين على خلفية انزلاق الوضع بشكل مفاجئ في قطاع غزة.ولقي ستة فلسطينيين من بينهم خمسة أعضاء من كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس وطفلة في الخامسة من العمر مصرعهم وإصابة العشرات الآخرين في انفجار قنبلة في احد شواطئ قطاع غزة. وتبادلت الحركتان المتنازعتان الاتهامات حول مسؤولية كل واحدة منها على هذا التفجير. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس "نحن نحمل مسؤولية هذه الجريمة إلى المجموعات الإجرامية والفلول المرتبطة بقيادات من فريق الهاربين من غزة والمتواجدة في رام الله" في إشارة واضحة إلى حركة فتح. واعتبر أن العملية جاءت بعد تخطيط مسبق لاستهداف قادة المقاومة وتنفيذا لخطط الاحتلال الذي عجز عن استهداف المقاومين. وذهبت حركة حماس في بيان أمس إلى اعتبار عملية التفجير التي وصفتها بالإجرامية دليل على أن الدعوة التي أطلقتها السلطة الفلسطينية للشروع في حوار وطني مجرد أكذوبة يسعى من خلالها المتواجدون في رام الله إلى ذر الرماد في الأعين للتغطية على مؤامرة هدفها تقتيل وإرهاب قواتنا الأمنية. وسارعت حركة فتح والرئاسة الفلسطينية للرد على اتهامات حركة حماس بتوجيه اتهامات مضادة لهذه الأخيرة. ورفض مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاتهامات التي وجهتها حركة حماس ونفى أي تورط لأعضاء السلطة الفلسطينية في العملية التفجيرية موجها أصابع الاتهام الى الجناح المسلح لحركة حماس وقال أن العملية جاءت نتيجة لخلافات داخلية في حركة "حماس" . وهو نفس الموقف الذي عبرت عنه حركة "فتح" التي اعتبرت ما جرى بمثابة جزء من الصراعات الداخلية التي تتخبط فيها حركة حماس وقالت أن هذه الأخيرة تسعى إلى التغطية على هذه الصراعات التي وصلت إلى درجة التصفية الجسدية. وفور وقوع التفجير شنت أجهزة الأمن التابعة لحركة حماس والتي تسيطر على قطاع غزة منذ أزيد من عام حملة اعتقالات واسعة استهدفت شخصيات وأعضاء من أنصار حركة فتح. وأثارت العملية التفجيرية ردود أفعال مستنكرة من قبل مختلف الفصائل الفلسطينية التي نددت بتكرار هذه الأعمال التخريبية في الفترة الأخيرة في قطاع غزة وطالبت من وزارة الداخلية بالإسراع في إجراء تحقيقات لكشف ملابسات وقوع التفجيرات والاعتداءات الإجرامية مع اتخاذ الإجراءات الكفيلة بردع المتورطين واحالتهم على العدالة. كما استنكرت النقابات المهنية الفلسطينية استهداف المواطنين الأبرياء على شاطئ مدينة غزة وطالبت بالضرب بيد من حديد على من وصفتهم ب"العابثين" والوقوف في وجه كل من يعمل على نشر الفوضى والعبث بأرواح الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني" . واعتبر سياسيون فلسطينيون أن الانفجار الذي وقع مساء الجمعة في قطاع غزة وادي إلى مقتل ستة فلسطينيين ساهم بشكل كبير في رفع وتيرة الاحتقان الداخلي بعدما كانت الأمور بدأت تتحسن تدريجيا بين الإخوة الأعداء وأشارت كل التوقعات إلى إمكانية استئناف الحوار الوطني مجددا في اقرب وقت ممكن . ويأتي هذا الانزلاق الأمني في الوقت الذي تستعد فيه السلطة الفلسطينية إلى عقد جولة جديدة من مفاوضات السلام مع الطرف الفلسطيني تحت رعاية الإدارة الأمريكية في مسعى الى التوصل الى اتفاق سلام قبل نهاية العام الجاري كما سبق للرئيس الامريكي جورج بوش ان التزم بذلك. وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين انه سيتم عقد لقاء ثلاثي يجمع رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض احمد قريع ووزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني بحضور وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس نهاية الاسبوع الجاري بالعاصمة واشنطن. واضاف ان هذا اللقاء يندرج في سياق المساعي لدفع الاتفاقات التي تم التوصل اليها في مؤتمر انابوليس الى الامام اضافة الى مناقشة موضوع الاستيطان بعد شروع حكومة الاحتلال في توسيع مستوطناتها بالقدس المحتلة وبمحيط الضفة الغربية في ضربة واضحة للعملية السلمية.