ما الذي يدفع بأستاذة كرست نفسها لمهنة التعليم طيلة 17 سنة للسرقة؟ بهذا التساؤل افتتحت رئيسة جلسة محكمة سيدي أمحمد قضية المتهمة (ب. نادية) التي تشغل منصب أستاذة في مادة الإنجليزية بإحدى المتوسطات ببلدية المرادية، المتابعة بتهمة سرقة ثياب نسوية من إحدى المحال بشارع ديدوش مراد، حيث قدرت الألبسة المسروقة من المحل بأزيد من 10 دينار جزائري. المتهمة مثلت أمام المحكمة وهي مكسورة الخاطر نافية كل التهم المنسوبة إليها، وعندما واجهتها رئيسة الجلسة بكيس الملابس الذي يحوي كل الثياب التي أقدمت على سرقتها قالت إنها اشترتها بغرض لبسها لأنها كانت أستاذة وتهتم بمظهرها، وعندما سألتها الرئيسة عن أقوالها التي صرحت بها أمام الضبطية القضائية والتي اعترفت فيها بجنحة السرقة، حيث عرضت كل الوقائع التي تمت خلالها السرقة لتنكر بعدها ماصرحت به سابقا وغيرت كل ماقالته في البداية، فتارة تقول إنها تعودت على شراء الثياب لتقدمها لأخواتها، وتارة أخرى تصرح بأنها تقتني هذه الملابس للتصدق بها، لتطلب الرئيسة بعدها الضحية وهي صاحبة المحل التي مثلت أمام المحكمة وصرحت أنها اكتشفت الثياب المسروقة لكنها لم تعرف المتسبب ولم تتقدم بشكوى لمصالح الأمن لأنها لم تعرف الفاعل إلى أن جاءت إحدى الزبونات التي أعجبها أحد القمصان فأرادت شرائه، وعندما سألت عن السعر ذهلت وقالت إنها تعودت على شراء هذا النوع من الألبسة بمحل في النفق الجامعي بثمن أقل، لتتوجه بعدها إلى المحل أين أخبرها صاحبه أنه اشتراها من إحدى السيدات، وأوضحت الضحية في ذات السياق أن محلها يبيع سلعا مستوردة من تونس، وهو المحل الوحيد على مستوى القطر الجزائري الذي يبيع هذا النوع من الألبسة. وعن كشف عملية السرقة أوضحت الضحية أنه تم القبض على المتهمة وهي متلبسة، وعندما تمت مواجهتها انتحلت صفة امرأة مطلقة ولها أبناء والحاجة هي التي دفعتها إلى السرقة رغم أنه تبين فيما بعد أنها عزباء ومن عائلة ميسورة الحال، ناهيك عن كونها أستاذة لمادة الإنجليزية صاحبة المحل أكدت أن حالة المتهمة أثارت شفقتها ولم تطلب الشرطة في البداية ولم تطلب منها إلا ثمن الثياب التي سرقتها إلا أنها رفضت، وهو الأمر الذي دفع بها في الأخير إلى الإبلاغ، وقد التمس ممثل الحق العام في حقها عامين حبسا نافذا بتهمة السرقة، وعاما حبسا نافذا بتهمة انتحال صفة الغير، أما دفاعها فقد طالب بتخفيف العقوبة كون المتهمة من عائلة محترمة، بالإضافة إلى مكانتها في التعليم الذي قد تهد في لحظة بسبب التهمة، ليتأجل بعدها الفصل في القضية إلى الأسبوع المقبل..