سيتم قريبا الإعلان عن صدور كتاب في نشرات التلفزيون والإذاعة الجزائرية، حسبما أعلنه اول امس كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالاتصال السيد عزالدين ميهوبي. وأوضح الوزير أنه سيتم تقديم كل إصدار جديد عبر نشرات الأخبار السمعية والمرئية ''وبحضور المؤلف .وفي مداخلة له خلال ندوة حول ''مكانة الكتاب عبر وسائل الإعلام الجزائرية'' في إطار الصالون الدولي للكتاب بالجزائر أبرز السيد ميهوبي نقص الاحترافية لدى الناشرين وكذا وسائل الإعلام في التعريف بالمؤلف وتشجيع المطالعة، مشيرا إلى أن ''عدد دور النشر التي تستثمر في الإشهار قليل. وأكد السيد ميهوبي أنه ''باستثناء بضعة عناوين التي تخصص ملاحق للكتاب والإنتاج الأدبي فإن 80 بالمائة من الصحف تعتمد على الأنترنت لملء صفحاتها الثقافية بأخبار جديدة ومعلومات متنوعة''. أجمع إعلاميون وناشرون جزائريون على ضعف مشهد الكتاب في الإعلام الجزائري وسط غياب مؤسسات إعلامية خاصة أو عمومية تعنى بالترويج لثقافة الكتاب وكذا افتقارها لإستراتجية دعم الكتاب والمؤلف. أكد الإعلامي يوسف سايح خلال المحاضرة التي ألقاها أول أمس ضمن ملتقى ''مكانة الكتاب في الإعلام الثقافي الجزائري''، على هامش فعاليات الصالون الدولي للكتاب، أن الإعلام الجزائري لا يمنح للقارئ حتى فرصة التعرف على آخر الإصدارات التي تصل إلى سبعين عنوانا سنويا، مرجعا سبب ذلك إلى غياب حصص أدبية تعنى بالتعريف والإشهار لإصدارات دور النشر الجزائرية. وحمل سايح الإعلام الجزائري بمختلف أنواعه المكتوب والسمعي البصري مسؤولية فصل القارئ الجزائري عن الكتاب ومؤلفه في ظل حرمان المؤلف التعريف بإصداره ضمن صفحات الثقافة بالجرائد أو الحصص الثقافية بالإذاعة والتلفزيون الجزائري. وذكر الإعلامي والكاتب حميدة العياشي في مداخلته على نقطتين اعتبرهما عصب مشكل إهمال الكتاب في بلادنا، يتعلق الأمر بغياب سياسة إعلامية واضحة لدى المؤسسات الإعلامية الخاصة والتي قال بشأنها إنها نادرا ما تقدم مبادرات للتعريف بالإصدارات الجديدة، وهي مبادرات لا يمكن اعتبارها مقياسا حسب العياشي. وأشار العياشي بالمناسبة إلى غياب العلاقة بين الناشر والإعلامي حيث حمل الناشرين مسؤولية عدم التواصل مع الصحافيين الجزائريين. أما مسؤول دار نشر البرزخ سفيان حجاج فربط مشكل تهميش الإعلامي للكتاب بعدم قدرة الصحفيين على تقديم دراسات نقدية لمضمون الإصدارات التي تنشر في بلادنا، مكتفين بقراءات سطحية حول إصدار معين. وعليه دعا حجاج إلى ضرورة تنظيم دورات تكوينية للصحفيين في طريقة النقد الأدبي المحترف مما يسمح بتقديم الكتاب بصورة أكثر احترافية تخدم مصلحة الكتاب والمشهد الثقافي بشكل عام.