اقتنعت النساء بفكرة أنهن الأقدر والأجدر على حمل لواء الدفاع عن مصالحهن من خلال إنشاء مراكز استماع وجمعيات هدفها إسماع صوت المرأة المعنفة التي تعاني من مختلف أشكال التمييز والضغط الممارس ضدها في المجتمع. ومن بين هذه المراكز ''دار نجمة'' التي فتحت أبوابها منذ أكثر من 6 سنوات للدفاع عن المرأة والطفل في ولايات الشرق الجزائري. تحولت دار نجمة للدفاع عن المرأة والطفل الى أداة فعالة لكشف النقاب عما تتعرض له هذه الفئة الهشة من المجتمع، وقد استجمعت الشبكة كل قواها من اجل التصدي لمظاهر العنف وهضم الحقوق الممارس ضد هذه الفئة، بالاشتراك مع جمعيات وطنية ناشطة في هذا المجال وبالتعاون مع أخصائيين نفسانيين واجتماعيين لحل المشاكل التي تتخبط فيها المرأة والطفل من عنف وتحرش وتمييز. تم افتتاح دار نجمة في سنة 2003 في إطار المشروع الأوروبي حول حقوق المواطنة والمساواة للمرأة في دول المغرب العربي بالتعاون مع جمعية راشدة وتنسيقية المرأة العاملة في الاتحاد العام للعمال الجزائريين. تضم دار نجمة مجموعة من المتطوعين من أطباء وأخصائيين نفسانيين واجتماعيين وأساتذة بالإضافة الى القابلات وخبراء قانونيين. التكفل ب 221 امرأة في 2008 تتنوع نشاطات الجمعية التي تهدف الى زرع الاستقرار في نفوس ضحايا العنف، حيث توزع عملها الى أفواج مختصين قانونيين وأخرى لنفسانيين واجتماعيين عبر عدة ولايات شرقية ابتداء من قسنطينة. وقد تكفلت الدار خلال السنة الماضية ب221 امرأة من ضحايا العنف، 31 بالمائة منهن يعانين من مشاكل قانونية، 12 بالمالئة منهن تم التكفل بهن نفسيا و32 بالمائة كن بحاجة ماسة الى مساعدة اجتماعية عاجلة و21 بالمائة منهن كانت وضعيتهن معقدة جدا وتحتاج الى ان تمر على أخصائيين نفسانيين وقانونيين في نفس الوقت. وحول انواع العنف الممارس ضد المرأة فقد أكدت السيدة خديجة بولكحل من الدار أن طرق العنف تختلف، فمنها الجسدي والجنسي واللفظي والقانوني وسوء المعاملة التي لا تفصح عنها المرأة في أغلب الأحوال، إلا إذا تعرضت لعنف أكبر منه ولم تعد تستطيع التحمل فتلجأ الى كشف ما تتعرض له خوفا من تكرار التجربة المؤلمة. يجب كسر جدار الصمت وترى السيدة شريفة بوعطة من خلال كلمتها أن واقع الطفولة في الجزائر لا يختلف كثيرا عن واقع المرأة فهو في مجمل الأحوال عرضة لضغوط نفسية واجتماعية كبيرة سواء كان العنف ممارسا ضده أو كان شاهدا عليه، فالآثار النفسية التي يخلفها العنف على الطفل لها عواقب شديدة على حياته المستقبلية ونموه العقلي والجسدي. ودعت الى ضرورة كسر جدار الصمت وتحسيس المجتمع بخطورة السكوت عن مثل هذه الجرائم التي تمارس في حق الطفولة، وكذا تكثيف الجهود لوضع خطط تكفل للطفل التمتع بحياته مثل بقية الاطفال. ولاحظت السيدة بوعطة ان ما تعاني منه الأمهات من مشاكل رفقة أزواجهن تسبب بشكل غير مباشر في معاناة الأطفال، وهو ما نراه يوميا داخل الدار من خلال المتابعة النفسية للأطفال رفقة أمهاتهم او من خلال ملاحظاتنا للآثار النفسية التي نتجت عن معاناتهم بعد انفصال الوالدين أو تواجدهم في قلب الصراع القائم بين الوالدين يوميا.