أفادت مصادر مقربة من عائلة رئيس مجلس الأمة الأسبق بشير بومعزة أن هذا الأخير قد لفظ أنفاسه الأخيرة في الحادية عشر من صباح أمس بمستشفى لوزان السويسري ، اثر مرض لازمه في الفترة الأخيرة . وتقول المصادر ذاتها أن بومعزة الذي يعد من كبار مجاهدي ثورة التحرير الوطني قد نقل منذ أيام إلى سويسرا بعد تدهور حالته الصحية التي استدعت نقله خارج الوطن ، خاصة وأن الرجل في ال 83 من عمره، فبومعزة من مواليد عام عام ،1927 بمدينة خراطة التابعة لولاية بجاية. انقطعت أخبار بشير بومعزة منذ مغادرته مجلس الأمة عام 2001 عندما تم تعين الراحل شريف مساعدية في مكانه، حيث تفرغ الرجل إلى كتابة مذكراته التي ترصد نشاطه الثوري، وكذا الأحداث التي عرفها بعد الاستقلال خاصة وأنها تأرجحت بين التواجد في السلطة، والمعارضة . ويعرف عن بومعزة أنه من الذين انضموا منذ ريعان شبابهم إلي العمل التحرري، فقد انخرط منذ صغره في صفوف حزب الشعب الجزائري، ثم حركة انتصار الحريات الديمقراطية ، وبعدها إلي حزب جبهة التحرير الوطني الذي بقي وفيا لمبادئه، ولو كانت بتوجهات تختلف عن رؤية الجيل الجديد للآفلان. ولقد حظي بشير بومعزة منذ الاستقلال بتقلد مناصب وزارية بدءا بحكومة أحمد بن بلة، وزيرا للشؤون الاجتماعية ثم وزيرا للاقتصاد، فالصناعة والطاقة ووزيرا للإنباء بين 1962 و،1965 ثم في حكومة هواري بومدين الذي تقلد فيها منصب وزير للأنباء، رغم انه كان من المعارضين لما سماه بومدين بالتصحيح الثوري، وهو الأمر الذي عجل باختاره المنفى في عام ،1966 إلى غاية وفاة صاحب مشروع الثورة الزراعية حيث عاد بومعزة بعدها واستطاع أن يرجع إلى الساحة الوطنية من خلال ترؤسه لجمعية 8 مايو ،1945 وبعدها رئاسة مجلس الأمة حينما عينه اليمين زروال في بداية عام 1998 رئيسا للغرفة العليا للبرلمان . ويعرف عن بشير بومعزة أنه من كبار المثقفين المهتمين بالقضايا العربية، و من الحاملين لتوجه عربي يسعى من اجل انفتاح الجزائر علي الوطن العربي، فمعروف عنه انه كانت تربطه صداقة مع الرئيس العراقي المغتال صدام حسين، ولعل ذلك ما يفسر نشره لكتاب باللغة الفرنسية تحت ''لا للأمير ولا لآية الله''، في إشارة إلى آية الله خامنئي.