وصل أمس جثمان السابق بشير بومعزة رئيس مجلس الأمة إلى الجزائر، الذي وافته المنية أمس الجمعة بسويسرا عن عمر يناهز 82 سنة بعد مرض عضال وسينقل جثمان بشير بومعزة إلى مجلس الأمة صباح اليوم حيث ستلقى عليه النظرة الأخيرة قبل تشييعه ظهيرة اليوم الى مثواه الأخير بمقبرة العالية. وكان في انتظار جثمان الفقيد لدى وصوله بمطار هواري بومدين الدولي رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري وأعضاء من الحكومة وبعض رفقاء الفقيد. وأشار وزير المجاهدين محمد شريف عباس إلى أن "بومعزة كان رجلا ذا مواقف صارمة"، مضيفا أنه يعد من "المناضلين المتشبثين بالقضية الوطنية وبالدفاع عن الشعب الجزائري ضد الاستعمار"، منوها بدور بشير بومعزة في كتابة التاريخ الجزائري وإسهامه من خلال كتبه في حوار الثقافات والديانات. وأضاف الوزير أن بشير بومعزة "التحق بالحركة الوطنية منذ شبابه وشارك في استرجاع استقلال الجزائر ولم يدخر أدنى جهد لبناء الدولة الجزائرية العصرية". من جهته أشار المجاهد أحمد محساس الذي تعرف على بشير بومعزة بعد مجازر 5 ماي 1945 إلى أنه "كانت للفقيد مسيرة مميزة ضمن الحركة الوطنية من أجل تحرير البلاد من نير الاستعمار". وذكر قائلا "تعرفت على الفقيد إثر الأحداث المأسوية لماي 1945 بسطيف التي دمرت باكملها" مضيفا "كنا شبابا آنذاك لكننا كنا نتحلى بالروح التحليلية للوضع وتوقعنا ما كان يحدث". وقال المجاهد محساس أن "بشير بومعزة كان رجلا جد شجاع كونه حارب الاستعمار ولم يكف عن العمل جاهدا من اجل تشييد الوطن إلى آخر المطاف... ولا يسعنا اليوم إلا أن نشهد بأنه أدى مهامه إزاء بلده بكل شجاعة وتفان". وأشار عبد القادر بوسلهام وهو سفير سابق عرف الفقيد بومعزة عندما كان وزيرا للاقتصاد الوطني إلى أن "هذا الرجل كان مثالا للاستقامة"، مضيفا انه "كان شخصية كفئة ومؤهلة استطاعت أن تؤدي مهامها الضخمة في الحكومة بوسائل قليلة".مضيفا أن "بومعزة ظل في خدمة الوطن وواجه بشجاعة التزامات ثقيلة في تسيير شؤون البلد... انه حقا مثال للاستقامة لأطرنا وشبيبتنا". للتذكير فإن الفقيد من مواليد 26 نوفمبر 1927 بخراطة تقلد غداة الاستقلال عدة مناصب مسؤولية في الحكومة، حيث شغل منصب وزير للعمل والشؤون الاجتماعية في أول حكومة للجمهورية الجزائرية في 1962 ووزير للاقتصاد الوطني سنة 1963 ووزير للصناعة والطاقة 1964-1965 ووزير للإعلام 1965-1966. وتقلد الراحل الذي أسس جمعية 8 ماي 1945 منصب رئيس لمجلس الأمة من جانفي1998 إلى افريل 2001. وكان الفقيد الذي ناضل في الحركة الوطنية منذ شبابه مسؤولا في فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا خلال الثورة التحريرية.