صرح المدير التنفيذي للهيئة الوطنية لحقوق الطفل ''الفورام'' عبد الحق مكي، أن داء السيدا في الجزائر أصبح يشكل خطورة واضحة خاصة مع الانفتاح الثقافي والاجتماعي على العالم الذي أصبح يعيشه شبابنا اليوم، فلم تعد الظاهرة تمس فئة من المجتمع بل تعدت إلى النساء والأطفال أيضا. وأشار إلى وجود 4520 حالة إصابة بالمرض منها 2000 حالة في مرحلة العلاج، كما ندد بوجود من أسماهم بمافيا الإيدز على مستوى القطاع الصحي ودعا إلى محاربتهم. صرح المدير التنفيذي للهيئة الوطنية لحقوق الطفل ل''الحوار'' بأن ملف السيدا في الجزائر شائك وصعب، بما أنه يتطور مع الوقت وبما أن المجتمع قابل لأن يتكيف مع العالم. فشباب اليوم صاحب ال 30 سنة يعيش في عالم الاتصالات والتكنولوجيا وبالتالي وسائل الإعلام هي منبع للفساد بدلا من التوعية والتثقيف، لذلك فقد أحدثت تغييرا في السلوك الاجتماعي للفرد. ولا يتوقف الأمر عند ذلك فحسب، بل إن الواقع الاجتماعي أصبح يفرض أمورا جديدة خاصة بالعلاقة بين الجنسين في زمن انتشرت تجارة الجنس وأصبحت غير محدودة، وبالتالي توقع مثل هذه الأمراض ليس بالأمر البعيد. الموقع الاستراتيجي للجزائر ساهم في انتشار الإيدز أرجع ''عبد الحق مكي'' الخطورة التي تترصد الجزائر كبلد عربي ومسلم، إلى الموقع الجغرافي بما أن لها موقعا إستراتيجيا بين أوروبا وإفريقيا والعالم العربي، وهي تطل أيضا على البحر الأبيض المتوسط، وبالتالي فإن الأمر يشكل خطرا في حد ذاته خاصة أن الجزائر متوجهة إلى فتح الحدود الجزائرية الإفريقية عن طريق تمنراست على طريق ''نيقوش'' من ''نيجيريا'' ولذلك لابد من الحذر والحيطة واليقظة. وأشار إلى أن حوالي 22 مليون نسمة في جنوب الصحراء وحدها مصابة بالسيدا، وحوالي 780 ألف حالة إيدز تخص أوروبا، ناهيك عن البلدان العربية التي تحتوي على حوالي 380 ألف حالة إيدز أما حول المشرق فقد سجلت حوالي 320 ألف حالة بالإيدز. وأضاف مكي في حديثه أنه بما أن العالم يعرف تحولات جذرية كبيرة من الناحية الثقافية، الاجتماعية، الإعلامية، فإن ذلك ومن دون شك سيؤثر علينا حتى وإن كانت تحكمنا العقيدة الإسلامية والعادات والتقاليد، لأن وجود الجزائر في موقع كهذا يسمح لها بالتقاط كل شيء ويصعب بالتالي التحكم في الأمر، ولذلك لابد على السلطات أن تجند طاقاتها لخدمة مصالح الشعب. وأشار مكي إلى وجود مليون جزائري أو أكثر يسافرون إلى الخارج وبالتالي الطريق مهم أمام الفيروس لكي ينتشر، فكثير من المهاجرين، عندما كانوا شبابا، مارسوا علاقات جنسية فنقلوا الفيروس إلى زوجاتهم، أذكر رجلا في السبعين من عمره نقل الفيروس الذي كان يحمله إلى زوجته. لابد من القضاء على تجارة الجنس في الجزائر أكد ''عبد الحق مكي'' أن انتشار الجنس في الجزائر أصبح أمرا طبيعيا خاصة بعد ظهور من أسماهم بتجار الجنس الذين ينشطون بصفة عادية، حيث قامت الفورام بدراسة حول الموضوع ووجدت أمورا كارثية تنذر بوضع اجتماعي خطر، ولذا نحن بصدد متابعة الموضوع حيث قمنا بأعمال ميدانية على مستوى الفنادق والجامعات والأحياء الجامعية. فقمنا بتوزيع مليون واقٍ في الفنادق لتفادي انتشار المرض لأننا نعلم أن فصل الصيف هو فصل انتشار العلاقات غير الشرعية التي يروح ضحيتها أحيانا أناس لا علاقة لهم بالانحراف كالزوجات. وانتقلنا إلى الجامعات أيضا والأحياء الجامعية التي وجدنا فيها من يبعن أجسادهن بأرخص الأثمان ولا تهم لا حياتهن ولا حياة الناس. نطالب بالقضاء على مافيا السيدا في الجزائر من بين القضايا التي طرحها ''عبد الحق مكي'' فيما يخص ملف السيدا في الجزائر قضية من أسماهم ''بمفايا السيدا في الجزائر'' على مستوى وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات والتي حرمت الهيئة الوطنية لترقية حقوق الطفل من إعانات الصندوق الدولي. كما أنه طلب التحقيق في قضية تحويل أموال طائلة خدمة لمصالحها الشخصية وذلك على حساب هؤلاء المرضى ناهيك عن كونها ضيعت فرص تمويل خارجي كان من الممكن أن تستفيد منها الجزائر لمكافحة الإيدز ولا سيما تلك التي يقترحها الصندوق الدولي المختص في مكافحة المرض. وأضاف في حديثه أن نشاط الهيئة على مدى 17 سنة في مجال مكافحة الإيدز بدأ على ما يبدو يزعج بعض الجهات، ''إذ تم إبعادنا عن التشاور والمشاركة في تطوير البرنامج الإستراتيجي الوطني في مكافحة الإيدز وخفض حصتها من الإعانة الدولية رغم نشاطها الكبير في الميدان''. وأضاف أن الجزائر استفادت من البرنامج الدولي الذي تأسس بمبادرة الأممالمتحدة وبعض الممولين الخواص للمساعدة في مكافحة الإيدز ومرض السل، حيث تحصلت على 8 ملايين دولار في الدورة الممتدة من سنة 2004 إلى 2007 وزعت خلالها على الجمعيات ومختلف القطاعات الصحية، لكن ما حدث من فشل حال دون تمكين الجزائر من كسب جولات جديدة أخرى وحرم المرضى من الدعم المادي، لكن الصندوق العالمي للإنماء سمح للجزائر أن يكون لها تكوين على حسب نمط الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الإيدز، ورفض هذا الملف من أجل أغراض تقنية ومنذ ذلك الوقت لم تحصل الجزائر على إعانات فلم تشارك في الدورة لسنة 2006 - 2007 وشاركت في دورة 2008 لكن ''الصندوق العالمي للإنماء'' رفض الطرح الجزائري ب 5 ملايير دولار من أجل تحسين العلاج العام طبقا للإستراتيجية الوطنية لمكافحة الإيدز.