أوضح الدكتور إسكندر عبد القادر السوفي رئيس جمعية أنيس لمكافحة الإنتانات المتنقلة عبر الجنس والسيدا، أن الجزائر من بين الدول التي لازالت نسبة الإصابة فيها قليلة ما يدفعنا إلى التركيز على الحق في الوقاية، وهذا لصالح كل فئات المجتمع، خاصة أن هناك فئات كثيرة من المجتمع لا زالت لا تتمتع بالوقاية الكافية والإعلام الصحي الكافي، كالمعاقين والأشخاص الذين يتنقلون باستمرار خاصة مع تزايد الهجرة غير الشرعية إلى الجزائر عبر الحدود الجنوبية، والسكان في مناطق ذات تغطية صحية منعدمة أو قليلة. أكد رئيس الجمعية، أول أمس، خلال ندوة صحفية نظمتها الجمعية بمنتدى المجاهد تزامنا مع عشية إحياء اليوم لعالمي لمكافحة السيدا، أن التركيز على هذا الموضوع يجب أن يكون طيلة أيام السنة لإعطاء فرصة للجميع في الوقاية. وحسب ما كشفت عنه وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات كأرقام رسمية، صرح الدكتور إسكندر، أنه يوجد بالجزائر حوالي ألف و100 شخص مصاب بالسيدا منذ 1985 أي منذ ظهوره في الجزائر وحوالي 4 آلاف و 340 حامل للفيروس، وتبقى المعطيات بعيدة عن الواقع والحقيقة فهي صادرة بحكم التسجيلات التي تسجل في المستشفيات فقط، فهناك من المصابين من يجهلون إصابتهم، وعلى هذا تقدر المنظمة العالمية للصحة وجود حوالي 21 ألف شخص حامل للفيروس. وركز المتحدث على دور الإعلام في التركيز على الأرقام فهو يتعدى الأرقام فهو مشكل مجتمعات ويتعدى الأرقام فهو مشكل اجتماعي واقتصادي وثقافي ويتعدى مرحلة الأرقام. فالأرقام ستؤدي إلى التضليل، فالأهم هو الوقاية وتحسيس المصابين أو الحاملين للفيروس بوقاية محيطهم من نقل الفيروس. أما عن طريقة إدماج المصابين والحاملين للفيروس في الجزائر، فقال المتحدث إن العمل الكبير يقع على الجانب الجمعوي ودور الحركة الجمعوية في التحسيس من خلال العمل الجواري والتقرب من الفئات المستهدفة والأكثر عرضة وعلى رأسها الشباب والنساء والأميين منهم خاصة. وكشف الدكتور إسكندر في هذا الصدد أن ما نسبته 15 بالمائة فقط من الشباب الجزائريين على دراية بطرق تنقل السيدا وطرق الوقاية منه. وأضاف، دور الحركة الجمعوية في التحسيس والوقاية من هذا المرض يتطلب تجند المجتمع المدني والحركة الجمعوية ورواد الرأي. ونلاحظ، واصل المتحدث، تراجعا في عملها وهذا بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية بسبب الأزمة العالمية وظهور اهتمامت صحية أخرى على المستوى العالمي كأنفلونزا الخنازير وكذا بسبب التسيب والاعتقاد الخاطئ. ولذلك يجب تثمين دور الفن خاصة جهود الفنان لطفي دوبل كانون في الوقاية والتحسيس. أما عن الجنوب الجزائري، فقال الدكتور رئيس الجمعية إن المنطقة بحكم جغرافيتها تعرف تنقلا مستمرا للطلبة، وعرضة للهجرة غير شرعية، والحراقة، وهم أشخاص يعيشون حالة اجتماعية غير مستقرة، ومنطقة تنمراست تسجل أكبر عدد من المصابين، وكل هذا يجعنا نركز جهودنا لنطلب من الدولة أن تولي عناية خاصة للمهاجرين غير الشرعيين بتوفير مراقبة صحية عالية لحمايتهم من جهة وحماية المجتمع من جهة أخرى. لطفي دوبل كانون: مشروعي القادم أغنية للتحسيس بالسيدا صرح من جانبه، الفنان لطفي دوبل كانون بصفته عضوا ناشطا في جمعية أنيس، بأن 99 بالمائة من الفنادق الجزائرية سواء العمومية أو الخاصة تعمل بها نساء في مجال الدعارة. وقال أصدرت عنوانين خاصين بالسيدا الأول بعنوان الطابوهات ويتكلم فيه عن العلاقات الجنسية واستعمال الواقيات الجنسية والدعارة، بيع منه حوالي مائة ألف نسخة على أقل تقدير، ويبقى هناك مشروع إصدار أغنية حول السيدا، بعد الانتهاء من ألبوم خاص بالبيئة المتزامن مع قمة كوبنهاغن. والأغنية ستكون مصورة لتسهيل تمرير الرسالة التحسيسية للشباب، فالرسالة السمعية البصرية أكثر قدرة للوصول إلى الشباب خاصة ونحن في عصر التكنولوجيا. وقال عن آفة انتشار مرض السيدا إنه قنبلة موقوتة قادرة على الانفجار في أي لحظة، فلا يكفي تنظيم الأيام التحسيسية فقط تزامنا مع اليوم العالمي وإنما يجب تركيز الجهود على أن يكون العمل التوعوي طيلة أيام السنة، وهذا بإقحام كافة شرائح المجتمع. وأوضح لطفي دور جمعيات المجتمع المدني الناشطة في مجال مكافحة السيدا والأمراض المتنقلة جنسيا بتوزيع الواقيات الجنسية. ودعا لطفي، خلال الندوة الصحفية للخطوط الجوية الجزائرية إلى توزيع على المناصرين الجزائريين المتوجهين إلى كل من أنغولا وجنوب إفريقيا لتشجيع الخضر في مباريات كأس إفريقيا والمونديال، واقيات جنسية، واقترح أن تقوم جمعية أنيس بتوزيع مطويات على كل الشباب المناصرين والذين ستقدر أعدادهم بالآلاف. الفورام وزعت 65 ألف واقٍ جنسي خلال 19 سنة من جهته، كشف عبد الحق مكي المدير التنفيذي للهيئة الوطنية لترقية وتطوير البحث ''فورام''، عن حصيلة الهيئة في العمل التحسيسي والوقائي من مرض السيدا، حيث تمكنت الهيئة، قال المتحدث في منتدى المجاهد، من توزيع حوالي 650 ألف واقٍ جنسي منذ سنة 1990 تاريخ ميلادها، والتقرب بالتوعية والتحسيس من حوالي أكثر من 25 ألف شاب غالبيتهم من الطلبة الجامعيين، ومن تنظيم أيام وحملات تحسيسية في 48 ولاية بالتعاون مع الحركة الجمعوية. وتطرق ممثل ال ''فورام'' إلى تطور واقع السيدا وجهود الدولة في التكفل بهذا المرض في الجزائر، انطلاقا من إنشاء سنة 1986 لجنة وطنية لمكافحة السيدا، والانتماء منذ 2003 إلى الصندوق العالمي لمكافحة السيدا، في إطار تحسين طرق التكفل بالمصابين والحاملين للفيروس، ما سمح للجزائر بالحصول على مساعدة من الصندوق قدرها 8 مليون دولار لم تتمكن من الحصول على دعم بعده بسبب عدم الكفاءة التي سجلها الصندوق، حيث فشلت الجزائر، قال مكي، في إقناع الصندوق بدعمها مرة أخرى خلال الجولة الثامنة من مناقشات المنظمة العالمية للصحة بمبلغ 50 مليون دولار للنهوض بالتكفل بمكافحة السيدا بالجزائر. وشدد مكي على ضرورة مساعدة وتحسين المستوى المعيشي لعمال الجنس لتشجيعهم ومساعدتهم على التخلي عن هذه المهنة التي دفعتهم إليها الحاجة والفقر