قضى مناصرو الخضر، أمس، ليلة بيضاء في جميع أنحاء الوطن اختنقت على إثرها حركة المرور على مستوى الطرقات الوطنية السريعة المؤدية إلى مطار هواري بومدين الدولي. حيث توافد منذ ساعات جد متقدمة من مساء أول أمس مناصري ''محاربو الصحراء'' إلى العاصمة من كل حدب وصوب مفضلين العاصمة كنقطة انطلاق نحو العاصمة السودانية الخرطوم. مؤكدين أن تنقلهم لمشاهدة المباراة الفاصلة والحاسمة لتأهل منتخبنا الوطني إلى المونديال لن تكون من أجل التشجيع فقط بل للثأر أيضا ورد الإهانة أو كما قاله جل المناصرين الذين التقتهم ''الحوار'' في مطار هواري بومدين ''رانا رايحين للسودان'' مرددين عبارات '' جيش شعب معاك يا سعدان'' .. ''لبيك يا سعدان لبيك.. حافلات نقل الطلبة لنقل المناصرين نحو المطار تجند سائقي حافلات نقل الطلبة تضامنا مع المناصرين، فقد عرف موقف السيارات على مستوى المطار الدولي تواجد حافلات نقل الطلبة التابعة لشركة طحكوت بأعداد كبيرة، ولم تفرق في نقلها للمناصرين بين الطلبة الجامعيين وغير الطلبة ففي مساندة الفريق الوطني الكل سواسية وحملت هذه الحافلات الراية الوطنية زيادة عن كونها مغلفة بكاملها بصور اللاعبين والفريق الوطني ما يزيد من حماسة المشجعين وهم بداخلها صانعين ديكورا خاصا. فضل الكثير من الطلبة مغادرة أرض الوطن باتجاه العاصمة السودانية، غير آبهين لدروسهم وكأنهم بذلك يؤكدون أن فوز الجزائر أولا وما بعدها الطوفان. فلم تخلو ثانية ولم تمر لحظة إلا وترددت فيها عبارة من عبارات المناصرة والمساندة للفريق الوطني. أهازيج هنا والأغاني الرياضية هناك ولكل أغنيته المفضلة التي لا يتوانى في رفع مكبر الصوت محدثين بذلك نوعا خاصا من الفوضى وكأن المطار قد تحول إلى ملعب مفتوح. مناصرات لمناصرة المناصرين تجمعت أمام المداخل الرسمية لانطلاق الرحلات الدولية أعداد كبيرة من النساء، فمنهن من جاءت لتغادر في رحلة الثانية والنصف زوالا أي الرحلة الرابعة المبرمجة نهار أمس من بين الرحلات ال 11 . فعلمنا من موظفات الاستقبال أن النساء سجلن حضورهن القوي وأظهرن روح الوطنية، فلم تعد المرأة الجزائرية تكتفي بالزغاريد والرقص للتعبير عن فرحتها بأشبال سعدان الذين أذاقوهن طعم النجاح، بل تشجعت وتحمست إلى مرافقتهم هذه المرة وهم يستعدون بخطوة أخيرة لافتكاك التأشيرة نحو جنوب إفريقيا. فحتى وإن كن لن تتمكن من دخول ملعب ''المريخ'' المقرر أن تجري على أرضه المقابلة غدا الأربعاء، فستكتسحن شوارع عاصمة السودان وترقصن وتزغردن عبرها، بانتظار الشروع في الاحتفال بفوز منتخبنا الوطني بمشيئة الله وعونه ودعوات كل الأمهات والعجائز الجزائريات. ومن المناصرات من تقربت ''الحوار'' منهن تبين أنهن خلقن نوعا جديدا من المناصرة ألا وهي مناصرة المناصرين، هن طالبات جامعيات جئن في حافلات نقل الطلبة فقط من أجل مناصرة المناصرين المغادرين نحو الخرطوم، للرفع من معنوياتهم. مناصرون تنقصهم بعض مئات الدينارات لاقتناء التذكرة ونحن نتجول بين المناصرين الذين قضوا ليلة أول أمس كاملة بمطار هواري بومدين الدولي، صادفنا بعض الشباب الذين يستوقفون المارة والأشخاص القادمين من الرحلات الوطنية والدولية لطب مساعدتهم لاستكمال مبلغ التذكرة والذي قررت الخطوط الجوية الجزائرية تخفيضها من 90 على 20 ألف دينار فقط ، فالطلبة الجامعيون وتلاميذ الثانويات والبطالون لم يتمكنوا من استيفاء المبلغ كاملا ومع ذلك بقوا معلقين الآمال على روح المتآزر والتراحم لدى الجزائريين في أوقات الشدة، علهم يحصلون على المبلغ كاملا. حاملين جوازات سفرهم ومبالغ مالية تنقصها بضع المئات فقط لإتمام القيمة المطلوبة، لم ييأس اثنين من المناصرين في طلب المساعدة من الجميع، فلدى مقابلتنا لهما لأول مرة قال لنا أحدهما أنا بحاجة إلى 5 آلاف دينار، ولدى مغادرتنا المطار إلتقيناهما من جديد ليخبرنا أن المبلغ الناقص الآن هو 2800 دينار، وأنه لن ييأس إلى أن يتم المبلغ بمساعدة باقي المناصرين الذين قد تحن قولبهم. لم يحضروا جنائز أوليائهم لكنهم سيحضرون المقابلة أكد العديد من المناصرين الذين التفوا حول فريق ''الحوار'' بالمطار، أن لا شيء يمكن أن يحركهم ويحرك مشاعرهم ويثير ثورتها، سوى الجزائر كما قال بعضهم '' الجزائر ساكنة في قلبي ودمي''. ياسين ابن القبة المغترب بأوربا، أكد هو الآخر روح الوطنية لدى الشباب الجزائري، حيث ذكر أنه قدم من إسبانيا وتحديدا من برشلونة وهو الذي لم تطأ أقدامه أرض الوطن منذ 10 سنوات، سيتواجد بملعب ''المريخ'' السوداني غدا علما أنه ملتزم جدا بالوقت ومجبر على العودة إلى إسبانيا لأسباب مهنية منعته في يوم من الأيام حضور جنازة والده ووالدته، لكنها لن تمنعه من حضور المباراة الحاسمة للفريق الوطني، موضحا أن حضوره هناك سيكون للتأثر لدماء اللاعبين والمناصرين. أعلام وقبعات مجانا للمناصرين في المطار وزعت على مستوى المنافذ المؤدية إلى مدرج الطائرات التي تقل المناصرين إلى الخرطوم الأعلام الوطنية والقبعات مجانا، تحت شعار '' علم وقبعة لكل مغادر''، فقد خصص على مستوى المدخل المؤدي إلى المدرجات جناح لتوزيع الأعلام والقبعات، للإشارة تشاطر الحجاج والمناصرين نفس المدرجات لمغادرة أرض الوطن ، فقد لبت الفئة الأولى نداء الواجب الديني والفئة الثانية نداء الوطن مرددة '' لبيك يا سعدان لبيكز.