تميز اليوم العالمي لمكافحة داء السكري هذه السنة بتصنيف الأممالمتحدة لهذا المرض في خانة الأمراض المهددة للصحة على المستوى العالمي ذلك ان 6% من مجموع الوفيات في العالم سببها السكري·· لكن الأسوأ في الأمر أن تعلن تقارير الأممالمتحدة عن ارتفاع نسبة الاصابة بهذا الداء في وسط الشريحة التي تقل أعمارهم عن 14 سنة· لم يعد داء السكري يقل خطورة عن الأمراض المتنقلة مثل السيدا والسل، سيما وأنه قد يصيب الإنسان في أي مرحلة عمرية، حيث برزت هذه الخطورة جليا أمام العالم بعد أن صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على القرار رقم 61 / 225 الذي يعتبر السكري داء مزمنا ومكلفا تنجم عنه عدة مضاعفات تعرض الأسر والعالم بأسره لأخطار جسيمة وتؤثر في نفس الوقت على مستقبل التنمية المستدامة· وتبعا لتقارير الأممالمتحدة، فإن الخطر المتنامي لداء السكري أضحى يستوجب تحسين مشاركة وسائل الاعلام والحكومات في عمليات التوعية والتحسيس، خاصة أن التقديرات تشير الى وجود 246 مليون شخص مصاب بداء السكري في العالم ينتمي 6% منهم الى الفئة العمرية التي تتراوح ما بين 20 سنة و 79 سنة، وفي نفس الاطار تظهر التقديرات أن عدد المصابين بداء السكري قد يصل الى 380 مليون شخص في غضون سنة 2025 · وتكشف الإحصاءات عن وجود 53 مليون شخص مصاب في أوروبا، حيث تعد الفئة التي تتراوح أعمارها مابين 60 سنة و79 سنة الأكثر إصابة بمرض السكري·· وبالمقابل تكشف أرقام الأممالمتحدة للسنة الجارية أن 80 % تقريبا من المصابين يعيشون في الدول النامية، كما أن السكري أصبح أحد أهم أسباب موت الأطفال على الصعيد العالمي · وانطلاقا من هذه المعطيات التي تنذر بتهديد صحة أجيال المستقبل، سيكون موضوع داء السكري عند الأطفال والمراهقين أساس حملات التوعية التي ستتكفل بها الأممالمتحدة علي مدار سنتي2007 و 2008 وذلك بهدف زيادة الوعي بخصوص هذا الداء في المناطق الفقيرة، ومنه التوصل الى الحد من نسبة وفاة الأطفال على المستوى العالمي في غضون عام 2015 وتفيد تقارير الأممالمتحدة أن داء السكري يستهدف حتى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات·· وتبرز في هذا الاطار خطورة تتمثل في أن عدة حالات من الأطفال المصابين لم يتم اكتشافها إلا بعد تطور المرض، وتقابل هذه الحقيقة مشكلة عدم توفر حقن الأنسولين بكميات كافية في عدة أنحاء من العالم، ما يفتح أبواب الموت أمام الأطفال خاصة وأن الأرقام تظهر إصابة 440 ألف طفل في العالم، تقل أعمارهم عن14سنة بالسكري من النوع الأول· وإضافة الى القلق الذي يسببه هذا المرض لأسر المرضى الذين يعيشون في حالة اضطراب كبيرة، فإنه بالمقابل يستنزف مبالغ معتبرة من ميزانية العائلات وفي هذا الصدد تبين تقديرات الفيدرالية الدولية للسكري لسنة 2007 أن بورندي تخصص 6 دولار لكل شخص مصاب، بينما تخصص تاجكستان 10 دولار وهايتي 48 دولارا وهي مبالغ لا تسمح حتى بشراء علبة دواء بسعر الجملة أما في جزر الكاريبي وأمريكا اللاتينية تنفق العائلات ما بين 40% و 60% من حسابها الخاص لمعالجة السكري·ظط وبينما تشير تقديرات الأممالمتحدة الى إنفاق حوالي 232 مليار دولار للعلاج والوقاية من السكري ومضاعفاته خلال سنة 2007، فإنه يتوقع ان تفوق النفقات 302.5 مليار دولار في غضون 2025 ، وتدعو هذه المعطيات في مجملها الى تعزيز نظم الصحة العامة لحماية أجيال المستقبل من خطر الموت المبكر والتقليل من النفقات التي تؤثر على مسعى تحقيق أهداف التنمية· *