دقت النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية ناقوس الخطر بشأن استفحال ظاهرة هجرة الأدمغة نحو الخارج وحتى في الداخل، مسجلة عشرات الآلاف من الأطباء الجزائريين يتوزعون على مستوى الدول الأوروبية وأمريكا، ومئات الأطباء هاجروا ولاياتهم الداخلية والشمالية والجنوبية بحثا عن فرص العامل في العاصمة، مؤكدة أن الظروف الاجتماعية والمهنية المزرية هي سبب استفحال الظاهرة. وكشف الدكتور الياس مرابط ل''الحوار'' أن عشرات آلاف الأطباء الجزائريين موجودين في الدول الأوربية وشمال أمريكا، وأن مئات منهم فضلوا الهجرة الداخلية بحثا عن فرص العمل، ما أفرز بذلك خسارة كبيرة للجزائر بالنسبة لظاهرة الهجرة الخارجية، وخسارة مماثلة للولايات الداخلية بالنسبة لظاهرة الهجرة الداخلية التي فقدت أطباءها بعد أن فضلوا تركها للعمل في ولايات الوسط لتوفر مناصب الشغل بمختلف أسلاكه، ملفتا إلى أن أطباء الولايات الداخلية يتركون ولاياتهم لأنهم لم يجدوا فرصة العمل وعلى هذا الأساس يأتون إلى العاصمة لأجل البحث عن أي شغل حتى لو كان خارج تخصصهم واشتغلوا في التجارة. وربط رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية أسباب استفحال ظاهرة هجرة الأدمغة بالظروف الاجتماعية والمهنية والعلمية التي يفتقدها الأطباء في الجزائر، مبرزا أن الأطباء لم يتركوا بلدهم لأجل تحقيق الهجرة وإنما لأنهم يعيشون في ظروف مدقعة وغير مواتية للشهادة العلمية الكبيرة التي يحصلون عليها في الجزائر بعد سبع سنوات من الدراسة، حيث يجد الجزائريون في الدول الأوروبية كل الظروف المواتية والتي تمكنهم من تسخير ما درسوه في الجامعة الجزائرية على أرض الواقع وتسمح لهم بتقاضي أجور خيالية يستحيل أن يتقاضوها في الجزائر. وفي هذا السياق أكد رئيس النقابة إلحاحه على الجهات المعنية وجوب الوقوف وقفة جدية عند هذه الظاهرة واتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة التي من شأنها أن تعيد الطبيب الجزائري إلى دياره، كما يجب أن تضع إستراتيجية وطنية للأجل الحد بالمقابل من ظاهرة هجرة لأدمغة الداخلية وأن تسعى لأجل توفر كل الإمكانات حتى لا يسعى الطبيب نحو البحث عن العمل في ولاية غير ولايته التي تحتاجه، مقترحا وجوب إحداث توازن بين قيمة التضخم والأجر الشهري لحماية القدرة الشرائية للموظف.