كشفت الصحافة المصرية أمس، نقلا عن مصادر رسمية لديها، أن هناك أزمة غير معلنة بين وزارتي الخارجية والإعلام المصريتين، بسبب أحداث مباراة مصر والجزائر في السودان، وصلت إلى حد تبادل الاتهام بين الطرفين. وكان الخلاف حسبما كشفت عنه جريدة ''المصري اليوم'' قد بدأ بين الجانبين قبل مباراة الخرطوم بالسودان، عندما طالب أنس الفقى، وزير الإعلام المصري ، السفارة المصرية في السودان بتوفير عدد من تذاكر المقصورة الرئيسية، غير أن السفارة ردت بأن التذاكر غير متوافرة سواء في المقصورة أو الدرجة الأولى، وأنها ستوزع على جميع الجهات المعنية في ظل حضور عدد كبير من المسؤولين المصريين. وذكرت المصادر أن وزارة الإعلام ردت على ذلك عملياً بعدم استضافة أي من مسؤولى السفارة لتوضيح الموقف في الأزمات التي تلت المباراة، مما تسبب في تحميل الرأي العام المصري مسؤولية ما تعرض له المصريون للسفارة، وهو ما كشفه السفير المصري عفيفى عبد الوهاب في حواره مع ''المصرى اليوم''، مشيرا أنه فشل في الاتصال ببرامج التليفزيون، وان حتى مكالمته مع برنامج ''البيت بيتك'' لم تتجاوز دقيقة واحدة، وانقطعت المكالمة، ولم يعاود البرنامج الاتصال به، نظرا للخلاف الحاد الذي نشب بين الطرفين. وكشفت المصادر ذاتها، أن أنس الفقى، وزير الإعلام المصري، اتصل هاتفياً بالسفير حسام زكى، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، ليبلغه احتجاجه على الانتقادات التي وردت على لسان السفير في حواره مع ''المصرى اليوم''. فيما أكدت المصادر نفسها أن مسؤولي وزارة الخارجية غضبوا من تصريحات الفقى في مجلس الشعب المصري، التي وصف فيها المشجعين الجزائريين ب''العربجية''، كما هاجم الدول العربية بقوله: ''بلا قومية عربية بلا بتاع''. وأوضحت أن الخلاف الأخير يعبر عن الأزمة بين الوزارتين، إذ تتهم ''الخارجية'' ''الإعلام'' بعدم تقديم المساندة في كثير من القضايا المهمة خلال الفترة الأخيرة، فيما يركز التليفزيون المصري على ملف مشكلات المصريين في الخارج. كما تتهم الخارجية التليفزيون بغياب الرؤية السياسية لدى تناول القضايا الدبلوماسية، مدللة على ذلك بأن أول انتقاد للسودان في أزمة الجزائر كان في التليفزيون الرسمي، ما دعا الحكومة السودانية إلى استدعاء السفير المصري بالخرطوم.