اعترف رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، سمير زاهر، بحدوث عنف من قبل الجمهور المصري على الفريق الوطني في القاهرة يوم 14 نوفمبر الماضي، ورغم ذلك فإنه رفض الاعتذار للجزائريين، كما نفى أن يكون قد اعتذر، كما تناقلته وسائل الإعلام، غير أنه اعتبر التوصل إلى حل يعيد اللحمة بين البلدين الكبيرين أكثر من ضرورة حدثَ اعتداء على الفريق الوطني في القاهرة والفيفا ستعاقب مصر لا محالة متجاهلا مسؤولية مصر المطلقة في هذه الأزمة، وإن كان بالإمكان تجاوز ما حدث في إطار الأخوة بمجرد الاعتراف بالاعتداء، بدل التمادي في الأمر واتهام اللاعبين بالاعتداء على أنفسهم، وهو عنف لا يقل خطورة عن قذف الحافلة بالحجارة. قال سمير زاهر، في حوار مع موقع "سي.أن.أن بالعربية "، نشر أول أمس الخميس، إن "الاعتذار من طرف واحد مرفوض وغير مقبول من جانبنا، لأنه إذا كان قد حدث تجاوز من بعض الجماهير المصرية تجاه الفريق الجزائري في القاهرة، فإنه في المقابل حدث اعتداء من جانب الجماهير الجزائرية على الجماهير المصرية في السودان يوم 18 نوفمبر، لذا أرى أن الحل يجب أن يكون في إطار الأسرة الواحدة"، في تلميح إلى تبادل الاعتذار، رغم أن الاعتداء على اللاعبين الجزائريين مؤكد وموثق، في حين يبقى الحديث عما يكون قد حدث في الخرطوم مجرد كلام واتهامات، وهو ما أكده المسؤولون السودانيون أنفسهم في كل مرة، علما أن اللعب في السودان كان باختيار من القاهرة، ومن ثمة فالثقة المصرية في مؤسسات الخرطوم تكون تحصيل حاصل.كما أكد المسؤول المصري أن مصر ستعاقب من قبل الفيفا لا محالة، وهو اعتراف واضح بوجود اعتداء، موضحا أن "مساعينا لإنهاء الأزمة ليست لها علاقة بالخوف من عقوبات الفيفا، لأن هناك عقوبة ستوقع على مصر بالفعل، ونحن نعرف ذلك، ولكننا نسعى للصلح لأننا مقتنعون بضرورة إعادة العلاقات الطبيعية مع الجانب الجزائري، فهو الأمر الطبيعي، لأن الخلاف لا يجب أن يستمر أكثر من ذلك لصالح الشعبين". ليصل إلى القول "هي أزمة لابد من حلها، لأنه من غير المقبول أن تستمر تلك الخلافات بين بلدين كبيرين بسبب مباراة في كرة القدم، وهو ما أقتنع به، أتمنى إنهاء تلك الأزمة الطارئة في أقرب وقت ممكن، لأن العلاقات الطويلة بين مصر والجزائر أكبر من ذلك". وفي ذات السياق، نفى زاهر تقديم أي اعتذار من قبل، وكذب ما تداولته الصحافة الرياضية، وأشار إلى أن الوضع مازال على حاله، وتحدث عن محاولات صلح أو وساطة، وقال: "إن الأمر مازال كما هو، ولم يتغير شيء حتى الآن، وإن كانت هناك محاولات من رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم، الأمير سلطان بن فهد، كبير الأسرة الكروية العربية، الذي يبذل مساعيه مع آخرين، منهم رئيس الاتحاد الآسيوي، ونائب رئيس الاتحاد الدولي، محمد بن همام، لرأب الصدع بين الاتحادين المصري والجزائري لكرة القدم، الذي حدث على خلفية مباراة منتخبي مصر والجزائر في القاهرة يوم 14 نوفمبر الماضي في تصفيات كأس العالم". كما أوضح أن "البعض يترقب اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد العربي لكرة القدم، التي ستعقد مطلع الأسبوع المقبل، وستجري على هامشها انتخابات الاتحاد العربي، والتي ترشحت فيها مع رئيس الاتحاد الجزائري محمد روراوة، وستكون المنافسة بين خمسة مرشحين يتم اختيار أربعة منهم لتمثيل إفريقيا، وتحرك الأمير سلطان خلال الفترة الماضية من أجل التوصل لحل يرضي الطرفين لإنهاء الخلاف". وبينما نفى زاهر تقديم مصر لأي طلب بتأجيل جلسة الاستماع في الفيفا في محاولة لإنهاء الأزمة مع الجزائر، قائلا: "لم يحدث ذلك، والفيفا هي التي قررت تأجيل الجلسة إلى شهر ماي المقبل، ولم تحدث تدخلات من جانبنا أو من الجانب الجزائري، ولكن البعض ردد ذلك على غير الحقيقة"، أكد أن "قرار تجميد نشاطنا في اتحاد شمال إفريقيا بعد أحداث السودان للرد على ما حدث هناك، ومازلنا على نفس موقفنا لحين إنهاء الأزمة مع الاتحاد الجزائري، والفرق المصرية لم تشارك في نشاطات اتحاد شمال إفريقيا هذا الموسم"، مفسرا حضور عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري، محمود الشامي، لاجتماع المكتب التنفيذي لاتحاد شمال إفريقيا مؤخرا، بأن الأمر يتعلق بمتابعة أزمة المنسق العام لفريق الزمالك، إبراهيم حسن، الموقوف لخمس سنوات بقرار من اتحاد شمال إفريقيا، وحضوره لا يعني تراجع مصر عن موقفها من اتحاد شمال إفريقيا.