أعرب القنصل الفرنسي في الجزائر وليام بينال عن توقعه بأن يتجاوز حجم استثمارات بلاده في الجزائر حاجز 5 ملايير أورو في السنوات المقبلة. وقال بينال في تصريح صحافي على هامش لقاء حول تأثيرات الأزمة المالية العالمية إن الشركات الفرنسية تسعى إلى الاستثمار في الجزائر وتحرص على تسجيل حضورها وعدم تضييع حصتها في السوق الوطنية. وشدد بينال على أن المؤسسات الفرنسية وجدت منافسة قوية في الجزائر من طرف المؤسسات الصينية والتركية وعلى وجه الخصوص في مناطق عنابة وسكيكدة والقالة شرقي البلاد، خاصة وأن الصين انتقلت من الترتيب الرابع عشر عام 2004 من حيث حجم الاستثمارات في الجزائر إلى الترتيب الرابع عام ,2005 وهو ما دفع الشركات الفرنسية إلى التحرك لاسترجاع مكانتها في السوق الجزائرية. وكشف القنصل الفرنسي عن اهتمام بعض صانعي السيارات الفرنسية بفتح مصانع بالجزائر، معتبرا ذلك خطوة للحفاظ على الجزائر كشريك مهم ورئيسي لفرنسا، كونها سوقا خصبة تتوفر بها العديد من الفرص التي يمكن للمستثمرين الفرنسيين اكتشافها. وحققت المبادلات التجارية بين البلدين قفزة نوعية وصلت إلى 17 بالمائة خلال العام الماضي، غير أن ضعف الصادرات الجزائرية إلى فرنسا يكمن في أنها تتشكل بنسبة 95 بالمائة من النفط والغاز ومشتقاتهما. وسجلت المبادلات التجارية بين الجزائروفرنسا عام 2008 ارتفاعا كبيرا، فقد ظلت فرنسا أهم ممون للجزائر ب 6ر465 مليار دولار، أو ما يعادل 16ر51 بالمائة من إجمالي الواردات الجزائرية وبنسبة نمو فاقت17 بالمائة، بينما بلغت الصادرات الجزائرية باتجاه فرنسا في نفس السنة 6ر421 مليار دولار، أو ما يعادل 8ر21 بالمائة من إجمالي الصادرات وبنسبة نمو بلغت 56ر65 بالمائة. وتندرج الاستثمارات الفرنسية المباشرة في الجزائر في إطار الاستثمارات بعيدة المدى، حيث استطاعت توفير 8 آلاف فرصة عمل مباشرة، تتقدمها استثمارات شركتي ''توتال'' و''كهرباء فرنسا'' بحوالي مليار دولار في قطاع الطاقة، فضلا عن استثمارات فرنسية أخرى في قطاع الصناعات الغذائية والأدوية، وأخرى محتملة في مجال السيارات والميكانيك.