دعا كل من الدكتور نسيم نوري ونور الدين بوستة رئيس الفدرالية الجزائرية لمرضى السكري، جميع المرضى إلى التلقيح ضد الفيروس المسبب لأنفلونزا الخنازير، وطمأنهم بأن ما يشاع عن وجود آثار جانبية للقاح لا أساس له من الصحة، وأنه لا يوجد خيار ثالث فإما التلقيح وبالتالي التحصن من خطر الإصابة بهذا الفيروس، أو عدم التلقيح والرفع من فرص الإصابة به أو حتى الوفاة متأثرين به. كشف نور الدين بوستة في لقاء خاص جمعه ب ''الحوار'' على هامش المؤتمر الجزائري الكوبي الثالث لعلاج القدم السكرية، عن نتائج الحملة التلقيحية التي باشرتها الفدرالية لصالح المصابين بمرض السكري، ضد الأنفلونزا الموسمية والتي انطلقت شهر جويلية الماضي من وهران بالتزامن مع تسجيل أولى حالات الإصابة بالأنفلونزا الموسمية على أرض الوطن. وأوضح بوستة أن العملية لاقت إقبالا كبيرا من طرف جمهور مرضى السكري عبر مختلف أنحاء الوطن. على المرضى الوثوق باللقاح قال رئيس الفدرالية إن هيئته تحرص على الجانب الوقائي لصالح هذه الفئة المدرجة ضمن خانة المرضى المزمنين والأكثر عرضة للإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير، وفي هذا الإطار تم تلقيح المرضى عبر التراب الوطني ما عدا 10 ولايات رفض الإفصاح عنها حيث فشلت فيها الجمعيات الولائية في الحصول على الجرعات اللازمة لتلقيح جميع مرضى السكري، وأرجعها بوسنة لأسباب بيروقراطية وسوء التسيير. ونصح بوستة جميع مرضى السكري بالتوجه لدى انطلاق عملية التلقيح ، إلى مختلف المراكز لتلقي الجرعة اللازمة من باب الوقاية والحذر، مع التزامهم بمعايير النظافة والنصائح والإرشادات التي تقدمها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبر مختلف القنوات الإعلامية والمطويات والمنشورات التي توزع في مختلف الإدارات والتجمعات. كما دعا محدثنا هذه الفئة إلى عدم الاستماع للأقاويل المحذرة من أخذ اللقاح، بحكم أنه جديد وغير مجرب ووجود أطراف منادية بعدم أخذه بسبب آثاره الجانبية المجهولة لأنه لازال جديدا على الساحة الدولية. مستندا في كلامه إلى الثقة التي توليها الفدرالية للدولة فاللقاح لن يوزع على الساحة إلا بعد إخضاعه للتحليل على مستوى المخبر المرجعي لمراقبة الأدوية. فمن غير المعقول، أضاف محدثنا، أن يتم السماح بتداوله على الساحة الوطنية إذا ما ثبت أنه غير فعال. الدكتور نوري: ''جميع اللقاحات لها آثار جانبية.. فلماذا الخوف؟'' أكد من جهته الدكتور نسيم نوري أخصائي في داء السكري بمصلحة الدكتور لزهر لأمراض الغدد بمستشفى قسنطينة، في لقاء خاص ل ''الحوار''، أن جميع اللقاحات المتواجدة عبر العالم لها آثار جانبية وغير مرغوبة ذات علاقة بالحكة والعضلات كأن تتسبب لدى بعض الحالات في الإصابة بمرض ''السكليروز أنبلاك'' أو مرض ال '' غيلمباري'' المؤثرة على حركة الشخص. إلا ان هذه الأعراض لا تظهر لدى جميع الحالات وإنما لدى نسبة جد ضئيلة لا تكاد تذكر ولا يمكن من خلالها الحكم على اللقاح، فإذا ما افترضنا أن احتمال الوفاة في حال تلقي اللقاح يقدر ب 2 بالمائة فإن نسبة احتمال الوفاة في حال عدم تلقيه ترتفع إلى 90 بالمائة، فلا مجال للمقارنة بين الاحتمالين. وعليه، قال الدكتور نوري نسيم، يجب على جميع الأشخاص أخذ اللقاح وعلى الأخص الأشخاص المصنفين ضمن قائمة الأكثر عرضة من المرضى المزمنين من بينهم مرضى السكري، والنساء الحوامل ولاسسيما في الأشهر الأولى من الحمل، والأطفال الرضع والأشخاص المسنين. وأوضح الدكتور أن أخذ اللقاح يبقى الحل الوحيد للوقاية من الإصابة بهذا الفيروس، وكذا التزام الإجراءات الوقائية الأخرى من تنظيف الأيدي باستمرار وتجنب الأماكن المغلقة والأهم التوجه إلى أقرب مصلحة استشفائية في حال الشعور بأعراض الأنفلونزا الموسمية لعلاجها مبكرا حتى لا تتفاقم الحالة أكثر، فاسحة المجال لتلقي الفيروس المتسبب في الإصابة بأنفلونزا الخنازير.