أثار مفعول اللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير جدلا واسعا وردود أفعال في أوساط المواطنين تجمع بين الرفض والتشكيك، بالرغم من الحملات التحسيسية الخاصة بالتلقيح التي تقوم بها مختلف الجهات المعنية على المستوى المحلي للوقاية من هذا الوباء، ومما زاد الوضع تأزما هو ظهور ما يسمى بإنفلونزا الماعز وما يسمى ب»الإرهاب البيولوجي«، وأصبح الموطنون يطرحون عدة أسئلة حول إنتشار هذه الفيروسات وإنتاج وتطوير وتخزين اللقاح الموجه ضد الأنفلونزا. يعرف فيروس أنفلونزا الخنازير انتشارا سريعا في الجزائر، حيث بلغ عدد المصابين حسب آخر الإحصائيات، أكثر من 475 مصابا، بمعدل 20 مصابا في اليوم الواحد مع تسجيل 19 حالات وفاة بسبب هذا الداء، وفي انتظار انطلاق عمليات التلقيح في 19 ديسمبر الجاري، أثار مفعول اللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير جدلا واسعا في أوساط المواطنين حيث أن تصرفات بعض الأفراد، تؤكد على درجة اللاوعي التام لدى هؤلاء بدرجة خطورة انتشار العدوى بين الناس، ولعل ذلك من أهم الأسباب التي كانت وراء هذا الارتفاع في عدد المصابين بأنفلونزا الخنازير، خاصة وأن أغلبهم أعربوا عن تخوفهم من عملية التلقيح بالمضاد الحيوي لهذا الوباء الذي يشكل أداة حيوية للوقاية منه، بدعوى أنه يسبب أعراضا جانبية تؤثر على صحتهم. وفي هذا الصدد، قالت مصادر طبية أنه إذا لم تتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة من طرف المواطنين، فإن هذا الفيروس سيتغلغل أكثر فأكثر في أوساطهم مما سيتسبب في تسجيل حالات أكثر ولا أحد يريد أن يصل إلى ذلك، ونظرا لهذه الردود التي تجمع بين التشكيك والرفض في أخذ اللقاح لدى المواطنين، أطلقت وزارة الصحة والإسكان وإصلاح المستشفيات عدة حملات تحسيسية على المستوى الوطني للوقاية من هذا المرض من أجل إقناع المواطنين بأن اللقاح المضاد لفيروس »اتش1ان1« آمن وفعال ولا يحتوي على أعراض جانبية تؤثر على صحة المواطن، مشيرة إلى أنه يمكن تفادي الإصابة بالفيروس، وهذا ببعض التصرفات الصغيرة غير المكلفة والمفيدة جدا، ولعل أول أمر لابد أن ينتبه إليه الناس، الاهتمام بالنظافة وإعطائها أهميتها القصوى. ومن جهتها أكدت منظمة الصحة العالمية أن اللقاح المضاد لفيروس »اتش1ان1«، آمن وتدعو المواطنين إلى عدم الاستهانة بمدى تأثير الفيروس المسبب للإنفلونز الخنازير في صحتهم، لافتة إلى أن التطعيم ضد هذا الفيروس يشكل أداة حيوية للوقاية منه، محذرة من تزايد الإصابات الخطيرة مع حلول موسم الشتاء، لتؤكد بذلك أن التطعيم يعد أداة حيوية للوقاية من المرض خاصة بين المجموعات المعرضة للخطر، كما خصت بالذكر النساء الحوامل والأطفال والمسنين، وعلى الرغم من إصرارها على أن اللقاح آمن، لكن هنالك قلقا من أن الانتشار السريع لتقارير لم تثبت صحتها حول اللقاح الجديد ضد الوباء، يذكي شعورا لدى المواطنين حول مدى سلامته. وبعد ظهور أنفلونزا الخنازير الذي أصبح كشبح يطارد الأشخاص في كل مكان، أصبح اليوم يطرح بروز فيروس »كيو« المسبب لأنفلونزا الماعز، أكثر من تساؤل حول مسئولية عدة جهات وأطراف في محاولة تصنيع وتطوير مثل تلك الفيروسات خاصة بعد الشكوك التي ثارت من قبل بعد تسويق للقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير إذ سجل إلى حد الآن إصابة 11 شخصا في هولندا، و19 آخرين ببلجيكا، 21 حالة في أمريكا، و4 في كندا بفيروس »كيو«، وبهذا يكون العالم في مواجهة وباء لا يقل خطورة عن سابقيه. وأمام هذا الوضع الصحي العالمي الكارثي سارعت العديد من الدول إلى عقد اجتماعات لبحث الإجراءات المتعين اتخاذها لمواجهة انتشار هذا الوباء الجديد، إذ قررت السلطات الهولندية ذبح جميع إناث الماعز »العشر« كإجراء وقائي لمواجهة المرض الذي ظهر بأراضيها، حيث لم يمس فيروس أنفلونزا الماعز الدول الأوربية فقط، بل تم تسجيل حالات عديدة من الفيروس الهولندي في بعض الدول العربية وفي طليعتها دول الخليج، حيث تم رصد 7 حالات في السعودية، و3 في البحرين، و6 في قطر، و16 في الإمارات، و8 في مصر، 2 في عمان، و32 في الدول العربية الأخرى في الوقت الذي تعد دولة الجزائر أيضا من بين الدول المهددة بأن يطرق هذا الوباء الخطير أبوابها في أي لحظة. وفي ذات الشأن، أكدت مختلف الجهات المعنية على ضرورة المراقبة الفعلية والصارمة لتفادي تسجيل أية حالة جديدة لأنفلونزا أخرى مجهولة، خاصة أنفلونزا الماعز التي تنتشر بسرعة أكبر مقارنة بأنفلونزا الخنازير خاصة بعد اتهامات موجهة نحو مخابر أجنبية بإطلاقها لمثل هذه الفيروسات لأغراض تجارية، حيث اتهمت منظمات حقوقية ومهنية في مختلف دول العالم، وفي مقدمتها »جمعية آس أو آس « عدالة و»حقوق الإنسان« الفرنسية، منظمة الصحة العالمية، وهيئة الأممالمتحدة، والرئيس الأمريكي، ومجموعة من اللوبي اليهودي المسيطر على أكبر البنوك العالمية، بالتواطؤ والتحضير لإرتكاب إبادة جماعية في حق العالم من خلال ما يعرف »بالإرهاب البيولوجي«، حيث سارعت إلى المطالبة بفتح تحقيق جنائي بهدف منع وقوع أزمة صحية خطيرة من خلال إنتاج وتطوير وتخزين اللقاح الموجه ضد الأنفلونزا بغرض استخدامه كأسلحة بيولوجية للقضاء على سكان العالم من أجل تحقيق أرباح مادية، ويذكر أن أنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير حققت عائدات مادية لشركات الدواء العملاقة وصلت إلى مليارات الدولارات من وراء بيع الأدوية بعد تكدس براءات الاختراع التي تمتلكها والخاصة بالعقاقير المضادة للأنفلونزا.