أستسمح القارئ الكريم، وجمعيات المعاقين والمكفوفين وكل الأميين في البلاد العربية والإسلامية الذين لا يزالون يحملون جينات النخوة والرجولة، من افتقار قاموسي اللغوي إلى عبارات يمكنها حمل مكنوناتي، ومكنونات كل عربي منهك منكوح ذات اليمين وذات الشمال، حيث إنه حيثما ولى وجهه وجد المتربصين والمتلذذين بنكاحه على أهبة الاستعداد، وفي درجة من الطوارئ تفوق طوارئ الحكومة المصرية قبل مباراة منتخبها لكرة القدم مع نظيره الجزائري، وعليه فالمعذرة من كل كلمة عربية خارجة من القلب وأؤكد من القلب لا من مخرج آخر تعبيرا عن درجة القرف والخرف التي وصل إليها العرب في هذا الزمن النكد، الذي أصبحت فيه الخيانة شرفا، والمقاومة إرهابا، والحمية الوطنية بربرية وهمجية، ومقاطعة الصهاينة سفاهة وقلة شطارة. منذ بداية إدراكي في هذا العالم قبل عقود وأن أستمع للأغنية المشروخة ''طز'' في أمريكا و''طزين'' لإسرائيل و''أطزاز'' لغرب مجتمعين، إن كان هذا الفعل المقدس عربيا بطبيعة الحال يقبل التثنية والجمع، في قراءة نفسية تحمل أكثر من دلالة، أهمها أن قومي عشاق ولهون لل...، وإلا كيف اختفت كل أسلحة الممانعة والمقاومة والصمود، ولم يبق أمامنا غير سلاح ''الطز'' هذا المعروف مدخله ومخرجه، وبعدها نلوم أعداءنا والمتربصين بنا على عشقهم ل...، بعد أن أمعنا في عرضها لهم، وترغيبنا لهم فيها، وإشهارنا لها لهم في كل منعرج، بل وتهديدنا لهم بها وما أدراك ما نهددهم به. والجميل في أن فعل ''الطز'' هذا الذي نتفنن فيه كعرب ونتقنه منذ عقود بقي على ''طزته'' الأولى فهو لم يتطور حتى كما تتطور الفيروسات من قبيل الأنفلونزا، حتى إن غبار ''الطز'' جعل من البيت العربي مرحاضا كبيرا، ندخله صباحا ومساء بشكل يومي لنتنفس من غير المخرج المعتاد، وفي الأخير نختنق وقد بلغت القلوب الحناجر، والنجاسات الركب، والعطور الفضاءات، وما أروعها كولونيا، ويا ليتها كانت كولونية ناتجة عن ''طز'' حيواني يصلح سمادا لتحسين الإنتاج الفلاحي، مع الإلحاح الشديد على القارئ الكريم أنني كنت في صغري أعتقد أن هذه الكلمة عيب كبير، وقلة حياء منقطعة النظير، رغم أنني كنت أتسمر وأحمر وأنا أسمع الزعيم العربي الذي أصبح ملك ملوك إفريقيا يقول بملء فيه ''طز'' في أمريكا، لتردد بعده الألوف المؤلفة من الجماهير العربية بصوت رجل واحد ''طز'' في أمريكا حتى أن من نتيجتها سقوط على إثرها مدن بأكملها على رؤوس ساكنيها في الولاياتالمتحدةالأمريكية جراء الابعاثات الغازية القوية المهلكة للحرث والنسل، دون حتى عناء الغط على زر منصة إطلاق الصواريخ وتكنولوجيا حربية متطورة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، لأدرك بعدها أن هذه الكلمة ذات المخرج غير الشريف ليست عيبا، وإنما سلاح ذو حدين يصيب صاحبه أكثر ما يصيب منصة إطلاقه. بل وأستسمح حيوانات وجمادات هذه البلاد الواسعة الشاسعة الملوثة بسلاح ''الطز'' الشامل إن قلت لهم إن كثيرا من عربان هذا الزمن قد تحولوا إلى ظواهر صوتية في مجتمع ''صم بكم عمي''، يهتز لهزيمة كروية ولا تتحرك له شعرة من هزائمه في مختلف الميادين لاسيما بيعه لقضايا الأمة المصيرية في سوق العهر العالمي، وما عاناه العراق ورئيسه صدام حسين ولبنان وفلسطين والنيل من الجزائر بعد مباراة أم درمان خير دليل على الآثار السرطانية لسلاح ''الطز'' هذا. الغريب في الأمر أن القطط وهي تهم بقضاء حوائجها البيولوجية تجتهد في البحث عن المكان المناسب بعد التواري عن الأنظار، وتجتهد بصفة أكثر وهي تعمل على إخفاء تلك الفضلات تحت التراب، والتي أعتقد جازما أن القطط بعد اليوم لن تحترم هذا العرف الطبيعي فيها، وسنراها تقضي حاجتها دون التواري عن الأنظار، بله عن تغطيته بالتراب، وهي ترى بأم الأعين إقدام دولة عربية شقيقة كبرى وهي تهم ببناء عازل تحت التراب يمنع تهريب المواد الغذائية وأضاحي العيد للفلسطينيين المحاصرين في غزة في تناغم وتماش مع متطلبات البرنامج ''الطزي'' الشامل، نكاية في إيران ووكالة الطاقة الذرية، والبرادعي وغيرهم. ومن حق المعتوهين من أمثالي التساؤل بكل عفوية عن جدوى ''الهز'' العربي والإسلامي غير الذاتي طبعا- تجاه قضايا تافهة، وفقاعات غير غازية، يستنزف فيها الجهد والوقت باعتبار تلك القضايا مصيرية، فمرة الحديث عن تجاوزات بابا الفاتيكان في حق الإسلام، ومرة الرسوم المسيئة، وأخرى منارات المساجد، ''ولنضع سبعين خطا تحت المنارات لا المساجد''، وفي كل هذا الخضم تصول وتجول وزيرة الخارجية الصهيونية السابقة تسيبي ليفني بين فاس ومكناس لا تخاف على نفسها إلا الذئب والأحوال الجوية في الوقت الذي تصدر فيه مذكرة توقيف في حقها من قبل بريطانيا، لنبقى نحن ندور في حلقة مفرغة. ولربما قد يلومني البعض لاسيما في قضية المآذن السويسرية بقلة الإيمان، وعدم الاكتراث بأبعاد القضية الخطيرة حسبهم، لأذكرهم أن المساجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لا المآذن زينتها، ولا القباب ميزتها، فضلا عن كون قضية تخليص شعب مسلم من الأسر والاحتلال مهما كان المحتل أولى وآكد من فرض خصوصية ثقافية غير ضرورية على مجتمع آخر كفل لنا حرية العبادة مع حقه في الحفاظ على خصوصية مجتمعه، وعلينا إسقاط الوضع في الطرف الآخر لتتجلى المقارنة. وفي الأخير والحال على حاله لي رجاءان، الأول أن يستعين قارئ هذا المقال بقناع من الأقنعة التي توزعها وزارة الصحة للوقاية من أنفلونزا ''الطز'' عفوا الخنازير، والثاني حري بالجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي استحداث جائزة من قبيل جائزة أعطر ''طزة'' عربية أو إسلامية، وأقوى ''طزة'' عربية مع قياس شدتها مع قنبلتي هيروشيما ونغازاكي، مع وجوب ''الهز'' و''الاهتزاز'' واستحضار شرط أساسي متمثل في أن لا يصاحب هذا الفعل العربي المقدس خروج لواحق أخرى نحن في غنى عنها، وإلا ضاعت الجائزة وصاحبها في غيابات وادي الحراش العطر والمقدس.