أعلن الملازم عاشور فاروق مكلف بالاتصال لدى مديرية الحماية المدنية عن انطلاق الحملة الوطنية لمكافحة التسمم بالغاز، وستهدف هذه الأخيرة تنظيم قوافل تجوب ولايات الوطن لنشر التوعية الصحيحة والطرق الآمنة، لتجنب الاختناق بالغاز، وتستمر هذه الحملة إلى غاية نهاية ديسمبر من العام الحالي. أطلقت مصالح الحماية المدنية أمس حملة وطنية للوقاية من أخطار الاختناق بالغاز تحت شعار : ''الدفء بأمان'' وتستمر هذه الحملة لتشمل كل ولايات الوطن بتنظيم معارض وتوزيع ملصقات عبر نقاط مختلفة على المستوى الوطني من قبل المديرية العامة للحماية المدنية. ''هذه الحملة تهدف الى خفض عدد الاشخاص الذين تسمموا بالغاز عبر الوطن، خاصة وان هذه المشكل العويص يزداد سنة بعد أخرى في ظل انعدام التوعية والتحسيس، وغفلة ولامبالاة الكثير من المواطنين عبر الوطن، وقد تسبب ذلك في وفاة اسر بأكملها، وتسمم الكثيرين خاصة مع بداية فصلي الخريف والشتاء، وتكثر هذه الحوادث حسب مصالح الحماية المدنية في المدن الداخلية التي تنخفض فيها درجات الحرارة بشكل كبير، بالإضافة الى فقر الكثير من الأسر التي تضطر لاقتناء أجهزة تدفئة قديمة، أو اضطرارها لشراء أجهزة بأسعار متدنية، ولكنها ذات جودة رديئة. 218 حالة وفاة قبل نهاية 2009 ذكر الملازم فاروق عاشور المكلف بالاتصال في مديرية الحماية المدنية ان عدد الوفيات خلال العشرة شهور الاولى من العام الحالي بلغت 218 حالة وفاة، وهو رقم كبير راجع بالدرجة الأولى الى قلة الاحتياطات التي يتبعها المواطنين، وغفلة الكثير منهم، وهو رقم مرشح للارتفاع، لكننا نتوقع للحملة التي أطلقتها مصالح الحماية المدنية ان تلقى صدى واسعا داخل المجتمع، خاصة وأنها تهدف إلى تثقيف الجمهور حول خطر الاختناق، واطلاعها عن قرب وبشكل مبسط على التدابير الوقائية للحد من مخاطر الاختناق بالغاز، إضافة إلى تثقيف الجمهور وإعطائهم الإرشادات والأعمال والتصرفات التي ينبغي القيام بها حول هذا الموضوع، وحول أسبوع التوعية ذكر الملازم فاروق عاشور أنه جزء من خطة عمل لمنع وقوع مثل هذه الحوادث، وتنفذ سنويا من قبل المديرية العامة للحماية المدنية. قوافل توعوية تجوب الولايات ستستمر حملة التوعية حتى نهاية ديسمبر وستشمل حسب الملازم فاروق عاشور العديد من الأنشطة، بما في ذلك توزيع منشورات وملصقات وأقراص مدمجة (سي دي) للوقاية في المدارس والجمعيات ومراكز الشباب ''وأضاف السيد عاشور أن الحملة تتضمن أيضا معلومات وأياما مفتوحة في مختلف المراكز البلدية والمدن الكبرى، كما ستشهد انطلاق قوافل التوعية التي تمر على ولايات متعددة، وستحمل هذه القوافل المعلومات اللازمة حول الوقاية من الاختناق بالغاز، وسيؤطر هذه القوافل مجموعة من الأعوان التابعين للحماية المدنية، بالإضافة الى الأطباء المختصين للوقوف على حجم الكارثة التي يمكن ان يتسبب فيها الغاز في فترة الشتاء ، وستشمل القافلة أيضا على وسائل الترفيه والخدمات وتقديم استعراضات حول التأهب لحالات الطوارئ، ويؤكد الملازم عاشور انه لمس تجاوب الناس في السنوات الأخيرة مع حملات التحسيس، إلا ان الأخطاء غير المتعمدة والجهل وأحيانا استعمال وسائل تدفئة مغشوشة ساهم في وقوع كوارث كبيرة، أدت الى موت عائلات بأكملها، وادخل أخرى إلى غرف العناية المشددة، ولعل السنوات الماضية كانت شاهدة على مآسي كثيرة من هذا النوع، كانت الولايات الداخلية الباردة مسرحا لها مثل الجلفة، المسيلة وتبسة وغيرهم من الولايات الأخرى، وغالبا ما كان الجهل والإهمال السبب الرئيس في كثير من هذه الحوادث.