مكنت التدخلات التي قامت بها مصالح الحماية المدنية عبر التراب الوطني، منذ عام 2007 إلى غاية شهر فيفري من العام الجاري، والمقدر عددها ب 788 تدخل من إنقاذ أرواح 1207 شخص من الموت المحتوم، بسبب تعرضهم لحوادث الاختناق بالغاز، وهذا بالرغم من عمليات التحسيس والتوعية، من خلال الأبواب المفتوحة التي تقوم بها مصالح الحماية المدنية ومؤسسة سونلغاز كل سنة، ومع مطلع كل فصل شتاء في المدارس• 182 ضحية خلال العام الماضي، وبسكرة احتلت الصدارة ب 13 وفاة وكشفت الأرقام المقدمة من مكتب الإعلام والتوعية بالمديرية العامة للحماية المدنية، التي تحصلت عليها "الفجر"، وفاة 224 شخص جراء الاختناق بالغاز، منذ العام المنصرم حتى شهر فيفري من السنة الجارية، منهم 182 شخص فارقوا الحياة عام 2007، من بينهم110 رجال، 29 امرأة، و43 طفلا• كما سجلت ذات المصالح وفاة 42 شخصا منذ بداية عام 2008، وبشأن عدد التدخلات فقد بلغ عددها العام الماضي 642 تدخل، سمحت بإنقاذ 319 من الرجال، 330 من النساء، و325 طفلا، أما بالنسبة للعام الجاري شهري جانفي وفيفري، فقد وصل عدد تدخلات مصالح الحماية المدنية إلى 146 تدخل مكنت من إنقاذ 233 شخص• واحتلت ولاية بسكرة المرتبة الأولى من حيث عدد الضحايا بسبب الاختناق بالغاز، خلال العام المنصرم ب 13 وفاة، تليها ولاية تبسة ب 12 وفاة، وجاءت في المرتبة الثالثة ولاية باتنة ب 10 وفيات• أجهزة التدفئة والتسخين مغشوشة، انعدام التهوية أحد أهم مسببات الاختناق وعن الأسباب المؤدية لحوادث الاختناق بالغاز، قال رئيس مكتب الإعلام والتوعية بالمديرية العامة للحماية المدنية الرائد "عاشور فاروق"، في تصريح ل "الفجر"، أن الأمر يتعلق بانعدام التهوية في المنازل والمساكن المشيدة، جراء أعمال التهيئة التي يقوم بها المواطنون في الداخل، ولا يعيرون اهتماما له، وهو ما يجعلهم عرضة للغازات المنبعثة من آلات التدفئة أو التسخين، التي لا تجد منفذا تخرج منه، فتتجمع وتبقى داخل الشقق وتسبب الاختناق خاصة أثناء النوم، أو في حال الدخول إلى الشقق وملامسة قواطع التيار الكهربائي، الذي يحدث الإنفجار مباشرة• وفي سياق متعلق بالأسباب، أكد المتحدث أن بعض أجهزة التدفئة والتسخين غير مطابقة للمعايير الأمنية المتعلقة بالحماية والوقاية، هذه الأخيرة نجدها متداولة في السوق وبعض محلات بيع الأجهزة الإلكترومنزلية، والتي أثبتت معاينتها بعد عمليات الحجز على مستوى مصالح المراقبة وقمع الغش على مستوى وزارة التجارة أنها مغشوشة، إضافة إلى محتويات و"اكسسورات" هذه الأجهزة، كالأنابيب والصمامات التي وجدت بها عيوب وأخطاء، تسببت في سقوط العديد من الضحايا جراء الاختناق بالغاز، ويتعدى ذلك إلى طريقة توصيل وتركيب أجهزة التدفئة والتسخين بالسكنات والشقق، التي أثبتت المعاينة بعد الحوادث كذلك، وجود أخطاء فادحة، جعلت تسرب الغاز أمرا بديهيا، وهنا شدد ذات المتحدث على ضرورة الاستعانة بأهل الاختصاص، في عمليات تصليح الأجهزة أو تركيبها، ممن يحظون بمؤهل علمي ومهني في الاختصاص• حملات التوعية لا تكفي والمواطن ملزم بالحيطة والحذر وبشأن العمل الوقائي، قال رئيس مكتب الإعلام والتوعية بالمديرية العامة للحماية المدنية الرائد "عاشور سفيان"، أن وحدات التدخل والإنقاذ تولي أهمية بالغة وكبرى لهذا الجانب، من خلال الدراسة المتعلقة بالأخطار، والتي تتضمن تحديد مكان النوافذ داخل الشقق، والأدراج بالعمارات من أجل تسهيل عملهم، خاصة في الحوادث المفاجئة، ناهيك عن عملية التحسيس التي تعد وفق برنامج جديد كل عام، وهذا من خلال توزيع مطويات على المواطنين، إلقاء دروس بالمؤسسات التربوية• لكن هذا لا يكفي، والمواطن مطالب دائما بأخذ الحيطة والحذر من أجهزة التدفئة والتسخين المقتناة من السوق، أو محلات بيع الأجهزة الكهرومنزلية، وطريقة توصيل شبكة الغاز إلى المساكن والشقق، والأخذ بعين الاعتبار دراسة الأخطار التي تقوم بها مصالح الحماية المدنية، والتي ترسل في خمس نسخ إلى مصالح البلدية والمصالح المعنية، ويتم على ضوءها منح رخصة البناء أو إعادة التهيئة ومباشرة أشغال الترميم•