لاتزال حوادث الإختناق بالغاز الطبيعي وحتى.. السام! تحصد مزيدا من الأرواح البريئة ببلادنا وبشكل مروّع ودراماتيكي، وفي أحيان كثيرة نتيجة أخطاء بسيطة وتافهة، تعود إلى التهاون والنسيان، بغض النظر عن غياب الوعي والجهل الذي يعمق من خطورة هذه الظاهرة ويضاعف من مآسيها، رغم عمليات التحسيس الجادة والمتواصلة التي دأبت على تنظيمها مديرية الحماية المدنية في جميع ولايات الوطن بالتنسيق مع مصالح مؤسسة سونلغاز. وحسب المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية الملازم نسيم برناوي، فإن حصيلة حوادث الإختناق المسجلة على مدى عشرة أشهر من عام 2006 أي من شهر جانفي إلى غاية شهر نوفمبر، بلغت مجملة 1098 حالة، خلال 650 تدخل، تمّ فيها إسعاف 892 شخص، 317 رجل، 355 إمرأة، و220 طفل، لكن الكارثة تكمن في تسجيل 206 وفاة، 130 رجل، 22 إمرأة و54 طفلا!! وما يلفت الانتباه ضمن هذه الحصيلة التي تبقى ثقيلة ومثيرة للأسى رغم الانخفاض المسجل في حصيلة هذا النوع من الحوادث القاتلة مقارنة بالسنة الماضية (2005) حسب الملازم برناوي، فإن شهر جانفي يحتل المرتبة الأولى في عدد حوادث الإختناق، حيث سجل فيه 139 تدخل أنقذ على إثره 82 رجلا، 22 إمرأة و84 طفلا، أما الوفيات فقد سجل في نفس الشهر 19 رجلا، 06 نساء و02 طفلين، ويعود السبب في ذلك بداهة إلى انخفاض درجة الحرارة في هذا الشهر إلى أدنى مستوياتها والتي تمثل ذروة فصل الشتاء، كما أن أبرز الولايات التي تسجل فيها أعلى نسبة من ضحايا الإختناق بالغاز الطبيعي والبوتان وحتى غاز الكاربون والغازات السامة أيضا، فهي الولايات الواقعة وسط البلاد والشهيرة ببرودة مناخها في فصل الشتاء على غرار الجلفة، البيض، باتنة، أم البواقي والتي تستهلك بكثرة هذه الغازات. تبقى الإشارة ضمن هذا السياق، إلى ضرورة تحلي المواطنين بالحيطة والحذر الشديدين عند اقتناء أجهزة التدفئة وسخانات المياه والأجهزة الكهربائية التي تباع بأسعار منخفضة في الأسواق، حيث عادة ما تكون من النوع "تايوان" المحدودة الفعالية إن لم نقل شيئا آخر، وقد نظمت مديريات الحماية المدنية مؤخرا فقط عدّة حملات توعية وتحسيس، إضافة إلى أبواب مفتوحة وتعليق ملصقات بالتنسيق مع مصالح مؤسسة سونلغاز وذلك لجلب الإنتباه إلى مخاطر الغاز الطبيعي، لكن مع ذلك مازال الخطر قائما يحصد مزيدا من الأرواح البريئة. من جهة أخرى، أفاد بيان لمصالح الحماية المدنية عن تسجيل 34 وفاة شهر جانفي من السنة الجارية من بين 84 تدخلا، وهذا بسبب تسرّب الغاز الطبيعي و"غاز البوتان" ونقص التهوية، وتمّ إسعاف 113 شخص آخر. رشيد فيلالي