قامت إحدى السيدات من سكان حي بلوزداد العتيق بحر السنة الماضية بالتخلص من زوجها العجوز بأبشع الطرق التي يمكن أن تخطر على بال الإنسان، وبكل برودة دون أن تشعر أحد بذلك، وكادت أن تكون جريمتها كاملة لولا تفطن ابنتها لفعلة والدتها. الضحية رجل تجاوز السبعين من العمر متقاعد وأب لأربعة أبناء وجد لسبعة أحفاد، كان يعيش رفقة زوجته المسنة ذات الثالثة والستين سنة في بيت بحي بلوزداد ''بلكور'' سابقا. نام الزوج ذات يوم من أيام السنة الماضية ولم يغادر فراشه وبيته إلا وهو محمل في أكياس بلاستيكية سوداء، بعدما قامت زوجته في تلك الليلة بالتخلص منه وتقطيع جسده إلى أجزاء صغيرة باستعمال المنشار الكهربائي. وعن رواية تفاصيل الجريمة وأسبابها التي تناقلها سكان الحي الذين لم يفوت بعضهم فرصة متابعتها لدى عرض الضحية على القضاء، أن السيدة مرتكبة الجريمة كانت تعيش تحت ضغط نفسي طيلة سنوات زواجها والتي تجاوزت الخمسين سنة، فلم تعرف يوما معاملة حسنة من زوجها، فلم يكن يتوانى هذا الأخير في تعنيفها وشتمها أمام جاراتها إذا ما ضبطها تتحدث إلى إحداهن من النافذة أو أمام الباب، أو حتى أمام صهريها وعائلتيهما، وأمام أحفادها أيضا، وكان يمنعها من إبداء رأيها في جميع جوانب حياتهما، إلى أن صارت مضرب المثل بين جاراتها لدى حديثهن عن النساء ''المحقورات'' والمعنفات أو لدى نصح بناتهن بعدم ارتكاب غلطة العمر بالزواج من رجل طباعه غريبة وحادة كطباع زوج هذه السيدة. فضاقت هذه الأخيرة بعد مرور أكثر من خمسين سنة على معاشرتها هذا الزوج، وقررت في يوم من الأيام أن تتخلص منه بطريقة تمكنها من العيش بحرية وسلام، فراحت تخطط إلى أن اهتدت مثلما اعترفت به أمام القضاء، إلى خطتها، حيث قامت في إحدى الليالي وبينما كان زوجها الضحية يغط في نومه العميق بإعطائه ضربة قوية على الرأس كانت كافية لإدخاله في غيبوبة جرته على إثرها إلى الحمام، لتقوم وبكل برودة أعصاب بطعنه بسكين المطبخ على مستوى القلب ليلفظ أنفاسه، وتقطعه بعدها إلى أجزاء باستعمال المنشار الكهربائي، وتخبئه في أكياس بلاستيكية مستعملة مادة الجير حتى تتمكن من تخزين القطع دون أن تفوح منها رائحة الدم، إلى أن تتمكن من التخلص منها الواحدة تلوى الأخرى. مرت الأيام والأبناء يسألون والدتهم عن أبيهم من خلال مكالماتهم الهاتفية اليومية بحكم أنهم يقطنون في ولايات أخرى، فكانت تجد دائما الأعذار وتتحجج ويصدقها الأبناء في كل مرة، إلى أن تفاجأت الأم وفي يوم من الأيام لدى عودتها من السوق بباب منزلها مفتوح والشرط بداخله رفقة ابنتها الكبرى التي جاءت في زيارة مفاجئة، لتفاجأ عندما قررت مساعدة والدتها في تنظيف المنزل قبل عودتها من السوق وتكون المفاجأة سعيدة، إلا أنها صدمت وهي تفتح ''سدة'' الحمام التي اعتادت الأم في السابق أن تخبئ بها أواني غسل الملابس''الباسينات''، حيث وجدت العديد من الأكياس السوداء ضنت للوهلة الأولى أنها تضم ملابس أو أغطية تحتاج للتنظيف فقررت أن تقوم بغسلها، لكن أغمي عليها مباشرة لدى فتحها الكيس الأول وهي ترى أعضاء بشرية. وهكذا فتح التحقيق لتعترف على إثره السيدة العجوز بجريمتها ضد زوجها .