رفض نجم الأغنية القبائلية فريد فراقي تغيير طابعه الغنائي الذي تميز به طيلة 30 سنة من العطاء الفني حيث أنتج خلالها ما يربو عن 21 شريطا لأنه كما قال تشبع من منابع الفن الأصيل وتتلمذ على يد كبار الفنانين الجزائريين القدامى، ونفى فراقي ما روج عنه بخصوص تجاهل المستمعين له بسبب تمسكه بطابعه الفني الهادئ الكلاسيكي . عن جديده الفني وعن وضعية الفن الجزائري الراهن والحملات التضامنية التي تقام لفائدة الفنانين المرضى و أمور أخرى يحدثنا فراقي في هذا الحوار . نحن على أبواب الاحتفال برأس السنة الميلادية 2010 ماذا تحمل أجندة فريد الفنية للعام الجديد ؟ لدي مشروع فني جديد سيرى النور بمشيئة الرحمان شهر أفريل القادم، يحتوي على 6 أغاني لا تخرج عن الطابع الملتزم الذي انطلقت منه منذ بداية مشواري الفني الذي يزيد عن 30 سنة خلت، و أنتجت خلاله ما يربو عن 21 شريطا غنائيا كله يتحدث عن هموم المجتمع . لكني لم أستقر بعد على عنوان للألبوم ، لأنني في كل مرة أسعى لتنقيحه و ضبطه ، و أرجو أن ينال اعجاب الجمهور الجزائري . و أنا أراهن على جمهوري الذواق الذي لم يخيب ظني مع كل إطلالة لالبوماتي . ألا تننوي تغيير طابعك الغنائي الى الطابع الخاص بالاعراس بالنظر الى الرواج الذي يعرفه هذا الأخير ،سيما ان بعض الاطراف الاعلامية روجت في الفترة الاخيرة ان فراقي فقد شعبيته الفنية بسبب تمسكه بطابعه الكلاسيكي؟ أولا فريد فراقي لم تتزعزع مكانته و الحمد لله ، فكل الحفلات التي قمت بها داخل و خارج الوطن يأمها الجمهور من كل فج عميق و لكم أن تحضروا أي منها حتى تتأكدوا بأنفسكم . و هذا طبعا ليس غرورا مني فرغم طول مسيرتي الفنية ما زلت أتعلم و لم أصل بعد إلى النجومية، افضل عدم الرد على من يتهمني و اقول ان هذه مجرد اشاعات ليس لها أي أساس من الصحة. أنا فنان واعي تتلمذت على أيادي شيوخ الفن الجزائري الراقي أمثال سليمان عازم و شيخ نور الدين و طالب رابح و أكلي يحياتن ، فريد علي الحاج محمد العنقا و غيرهم من الذين شربت من منابع فنهم الراقي و الملتزم و الذي مازال فنهم مستمرا مدى السنين على الرغم من تعاقب الأجيال و التطورات الحاصلة على الساحة الفنية و غزو الفن الشرقي و الغربي إلا أنه استطاع فرض نفسه و أغانيهم ما زالت راسخة في الاذهان ، و عليه لا أسمح لنفسي يوما أن أنحرف على سكتهم، و لست ممن تتلاعب بهم أمواج السخرية و العبث و الركض وراء الربح السريع ، ضف إلى ذلك من خصائص الفنان الحقيقي ذلك الذي يحافظ على مقومات الأساسية للفن الراقي مع إضافة أشياء تخدمه و لا تهدمه، أما الفن الحالي بشقيه الناطق باللجة العربية المحلية و اللغة الأمازيغية فحدث و لا حرج و الغريب في الأمر أن القائمين على الحقل الفني في الجزائر قد هيأت له كل أسباب الشهرة و أخص بالذكر الراي العصري بكلماته المبتذلة. لكن هذا لا يعني على أن كل ما أنتجه شباب اليوم رديء إنما هناك أصوات و أعمال رائعة تستحق التشجيع و نتمنى لها أن تواصل على هذا المنوال . قانون الفنان اصبح هاجس كل من يحترف الفن في الجزائر ماذا تقول في هذا الموضوع؟ لا أعرف من أين أبدا و كيف أختم ، بات هذا القانون كالحلم يراود الفنان الجزائري المغلوب على أمره ، صراحة لم أطلع لا على قانونه الأساسي المزعوم و لا على وثيقة رسمية لهذه الهيئة المسماة ب '' نقابة الفنانين'' فكل يجري في دجى الليل الحالك و تحاك خيوط هذه المؤسسة بعيدة عن أعين الفنان الذي من حقه معرفة ما يجري بشأنه ، لكن ما أؤكده هنا أنني كنت قد كتبت رسالة خطية إلى الديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة''لوندة '' شرحت خلالها الأوضاع التي يتخبط فيها الفنان بكل أطيافه في الجزائر حيث يفتقر إلى قانون يحميه و يوفر له حماية اجتماعية لازمة تضمن له مستقبله، لكن لا حياة لمن تنادي، كما أنني بصفتي فنان و أتقاسم المعاناة مع نظرائي توجهت إلى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لغير الأجراء'' كازنوس'' و كذا الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي للأجراء'' كناس'' بغية تأميني لكنهم رفضوا ذلك، و لم يقبلوا سوى هؤلاء الفنانين الذين يعملون في التلفزة و الإذاعية الوطنيتين و كذا من يعمل في إحدى الفضاءات الثقافية الأخرى عدا ذلك ليس له الحق، فما عسانا قوله أمام كل هذه العقبات التي لم تزد للفنان إلا تذمرا و تهميشا. برزت مؤخرا ظاهرة تبرع الفنانين الجزائريين لمساعدة نظرائهم الفنانين المتواجدين على فراش المرض مثلما حدث ما المرحوم زين الدين سليم ، ما تعليقك ؟ كوجهة نظر هو تصرف صحي لأنه يهدف إلى مساعدة إنسانية لفائدة انقاذ شخص مشرف على الهلاك، لكن باطنه غير سليم لأنه يعد نوعا من الشحاذة ، يا للعار ألهذه الدرجة وصل الفنان عندنا ، أن يبلغ الأمر مبلغ تكوين حملة تضامنية لجلب الأموال من أجل منحها لفنان قضى معظم حياته يخدم هذا الوطن ، الذنب ذنبنا لأننا لم نعرف كيف نتصرف مع حالنا و تركنا غيرنا يفكر مكاننا و كأننا قصر وهم أرشد منا. هل فكرت في إنتاج أغاني للاطفال ؟ صراحة لم أفكر في ذلك ، كوني كثير السفر و التجوال و لم أستقر في مكان قار و تفرغت للكبار، لكن أتمنى أن أقوم بذلك يوما و ذلك ليس بالمستحيل حيث كنت معلم في الابتدائي لمدة 4 سنوات و صحفي سابق ، فالطفل هو إطار عمود كل أمة . هل صحيح أن كل الأغاني التي أديتها نابعة من تجربتك الشخصية ؟ هناك مقولة رائجة مفادها أن الفنان ابن عصره و مرآة مجتمعه ، صحيح أن كل ما قدمته كان نابع من تجربتي التي مررت بها و عايشتها لحظة بلحظة ، لكن ليس في جميع الأحوال ، فبعض الأغاني التي قدمتها جاءت نتيجة حالة صادفتني و أنا في السوق أو أمشي على الرصيف أو صادفتها في المقهى أو في المكتبة أو في العمل ، الفنان يجب أن يعبر عن الذات التي تتألم و يحاول إخراج المكبوتات حتى يتنفس بالشكل الذي يجعله يستمر في هذه الحياة. كلمة للجمهور؟ تمنيات لهم كل السعادة و الهناء و كل عام و هم بألف خير بمناسبة رأس السنة الجديدة 2010