ينتظر أن يحل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في السابع من شهر جانفي المقبل بالعاصمة الاسبانية مدريد في إطار زيارة عمل تهدف إلى تعزيز التعاون بين بلدين تجمع بينهما عدة مجالات للشراكة المتبادلة، تأتي في مقدمتها مكافحة الإرهاب والطاقة والتعاون المتوسطي، حسب ما أشار إلى البعض منها وزير الخارجية الإسباني ميغال انخيل موراتينوس في مقابلة صحفية أجرتها معه اليومية المحلية ''الباييس''. وأفاد موقع ''إديال ديجيتال'' الإسباني أن لقاء عالي المستوى سيجمع الطرفين في السابع من جانفي المقبل بالعاصمة مدريد، مشيرة إلى أن هذا اللقاء الذي سيعرف حضور الرئيس بوتفليقة سيكون الأول من نوعه بعد ثلاث سنوات من عقد آخر قمة بينهما، والتي جرت بالجزائر في 12 ديسمبر .2006 ومن جهته، أكد رئيس الدبلوماسية الاسبانية ميغال انخيل موراتينوس في حديث لصحيفة ''الباييس'' أن اجتماعا عالي المستوى سيجمع البلدين بمدريد بحضور الرئيس بوتفليقة، مضيفا أن الأمن في منطقة الساحل سيكون واحدا من المكونات الأساسية لهذه المباحثات، خاصة وأن الجزائر عانت لسنوات من الإرهاب، واسبانيا هي الأخرى تعاني من تهديدات تنظيم القاعدة، لذلك فستسعى إلى إقناع الجزائر التي تعارض دفع الفدية للإرهابيين، بضرورة القيام بكل الطرق لإنقاذ الرعايا الاسبانيين الذين اختطفوا نوفمبر الماضي في موريتانيا. وبخصوص الاتحاد من أجل المتوسطي الذي تعد الجزائر من بين أعضائه، قال موراتينوس إن قمة ستجرى الشهر المقبل تجمع ممثلي بلده وفرنسا ومصر لدفع هذا التكتل، كي تكون قمة القادة المنتظرة شهر جوان القادم ببرشلونة محطة هامة في مشوار الاتحاد المتوسطي، خاصة وأن إسبانيا ستستلم رئاسة الاتحاد الأوروبي بداية .2010 وتأتي زيارة رئيس الجمهورية إلى مملكة العاهل خوان كارلوس لتعطي للعلاقات بين البلدين دفعة جديدة، خاصة وأنها عرفت خلال المدة الأخيرة بالرغم من الزيارات المتبادلة لوزراء البلدين بعض الخلافات، وبالخصوص في المجال الطاقوي، حينما التجأت شركة سونطراك وريسبول الإسبانية إلى التحكيم الدولي للفصل في ملكية استغلال حقل غاسي طويل الغازي، والذي انتهى في الأخير لصالح الطرف الجزائري، إضافة إلى أن البلدين لازالا لم يتفقا بعد حول مطالبة الجزائر برفع فوائدها من تزويد اسبانيا بالغاز الطبيعي بنسبة 20 في المائة، خاصة وأنها تمول مدريد بنسبة 30 في المائة من احتياجاتها الطاقوية. وأكدت وسائل الإعلام الاسبانية أن حكومة رئيس الوزراء لويس رودريغاز ثباتيرو ستحاول معالجة كل القضايا الخلافية في مجال الطاقة مع نظيرتها الجزائرية، إضافة إلى مناقشة آفاق التعاون بين الجزائر والاتحاد الأوروبي في هذا المجال، بالنظر لتزامنها مع بدء الرئاسة الإسبانية، ومعلوم أن المفاوضات بين الجزائر واتحاد القارة العجوز قد دام قرابة العامين، وأفضى إلى اتفاق حول إستراتيجية تعاون في هذا المجال تضمن به الجزائر إمدادات آمنة للاتحاد الأوروبي الباحث عن الحد من اعتماده في ذلك على روسيا. وسيحاول الطرف الجزائري إقناع نظيره الإسباني بتوسيع مجال الشراكة بينهما لتشمل قطاعات أخرى خارج المحروقات، وكذا تحفيز المؤسسات الإسبانية للاستثمار في الجزائر، وإقامة شركات منتجة، إضافة إلى أن ملف التأشيرات وتنقل الأشخاص ومكافحة الهجرة غير الشرعية ستشكل هي الأخرى مع ملف الصحراء الغربية أهم النقاط التي ستكون في صلب محادثات بوتفليقة مع كل من العاهل ورئيس الحكومة الاسبانيين.