دعم التعاون الثنائي في المجال العسكري والطاقة النووية السلمية يبدأ الوزير الأول الفرنسي السيد فرانسوا فيون اليوم زيارة للجزائر تستغرق يومين، وتهدف إلى تعزيز علاقات الشراكة القائمة بين البلدين، لا سيما من خلال التوقيع على عدد من الاتفاقيات من أبرزها اتفاقية تفعيل التعاون في مجال الطاقة النووية المدنية. كما تشكل الزيارة فرصة لاستعراض مزيد من الأفكار حول مشروع الإتحاد من اجل المتوسط التي تطالب الجزائر بتوضيحات أكثر بخصوصه. وتعد زيارة السيد فيون الأولى من نوعها بصفته رئيسا للحكومة، محطة جديدة لدفع العلاقات الثنائية بين البلدين وترقيتها إلى مستوى الشراكة الاستثنائية، ولا سيما من خلال دعم المشاريع الاستثمارية والتعاون التقني ومتابعة ملف تنقل الأشخاص، حيث أبرزت مصادر من البلدين في هذا الإطار أهمية الاتفاقيات التي يرتقب التوقيع عليها في أعقاب جلسة العمل التي تجمع رئيسي حكومتي البلدين. ويتعلق الأمر باتفاق إطار للتعاون في مجال الطاقة النووية، الذي يعد مكملا للاتفاق الذي وقع بالأحرف الأولى خلال زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للجزائر شهر ديسمبر 2007، وينص هذا الاتفاق الجديد على نقل التكنولوجيا النووية ذات الاستعمالات السلمية بين البلدين وتقديم الدعم التقني اللازم من الطرف الفرنسي للجزائر. بينما من المتوقع أن تشمل اتفاقية أخرى مجالات التعاون العسكري ولاسيما منها التكوين، مع الإشارة إلى أن الوفد الهام المرافق للوزير الأول الفرنسي خلال الزيارة والذي يضم نحو 20 رجل أعمال ومدير مؤسسات، يوجد في تعداده مسؤولو مؤسسات فرنسية متخصصة في الصناعات الحربية، على غرار "و أدي أس" و" دي سي أن أس". وتحدثت بعض المصادر عن بروتوكول اتفاق ثالث من المحتمل التوقيع عليه خلال الزيارة ويخص التعاون في قطاع البنوك والتأمينات والضرائب، ويهدف بالأساس إلى تهيئة محيط الأعمال بين البلدين. ويجري الوزير الأول الفرنسي خلال الزيارة مباحثات مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ورئيس الحكومة السيد عبد العزيز بلخادم، تتناول التعاون الإقتصادي والعسكري، بالإضافة إلى مشروع الإتحاد من أجل المتوسط، التي تدافع عليه فرنسا، فيما تطالب عدة دول عربية ومن بينها الجزائر بدعمه بتوضيحات وإجراءات ملموسة قبل صياغة إعلانه التأسيسي المقرر عرضه في قمة 13 جويلية بالعاصمة الفرنسية باريس. كما يشمل برنامج زيارة المسؤول الفرنسي إشرافه رفقة السيد عبد العزيز بلخادم على افتتاح المقر الجديد للمدرسة الجزائرية العليا للأعمال، والقيام بزيارة لكنيسة "السيدة الإفريقية" بأعالي العاصمة، وزيارة ميدانية أخرى لورشة إنجاز أشغال "الترامواي" بساحة أول ماي بالعاصمة، والتي تشرف عليها الشركة الفرنسية ألستوم . ويعتبر العديد من المتتبعين أن المسألة الجوهرية في زيارة السيد فيون إلى الجزائر تتمثل في إقناع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المشاركة في قمة التأسيس للإتحاد من اجل المتوسط، وهي المشاركة التي لم يستبعدها رئيس الحكومة السيد عبد العزيز بلخادم، في حديثه الأخير لجريدة "لوموند" الفرنسية، غير انه حرص في المقابل على التوضيح بأن الجزائر ترفض أن يكون الاتحاد المتوسطي غطاء لتطبيع غير معلن مع إسرائيل، مشيرا في نفس السياق إلى أن مشروع الاتحاد الذي أعلن الرئيس ساركوزي عن محتواه خلال زيارته إلى الجزائر في 2007، ليس نفسه الاتحاد من اجل المتوسط الذي يروج له حاليا، حيث كان الأمر حسبه، يخص الدول المتوسطية فقط وكان الهدف تأسيس اتحاد مثل الاتحاد الأوروبي بمشاريع ملموسة، "لكنه اليوم اتحاد من اجل المتوسط وليس اتحاد متوسطي ومحتواه مازال غامضا".